التقى القادة المشاركون في التحالف الدولي والمدراء السياسيون في باريس في 24 و 25 حزيران 2019.
“المعركة ضد داعش لم تنته بعد”، تلك كانت الرسالة المدويّة التي نقلها كبار صانعي القرار عندما التقوا في باريس هذا الأسبوع. من الواضح أن التحالف حقق الكثير بفضل قوته الجماعية، ليس أقلها تحرير كل الأراضي التي كانت تحت سيطرة داعش في العراق وسوريا. ولكن حان الوقت الآن للتطلع إلى المستقبل والاستفادة من تحالفنا للتصدي للخطر المتجدد الذي ما زال داعش يشكله للمجتمع الدولي.
وكان من الجيد الخروج من هذه الاجتماعات “بخارطة طريق باريس”، إذ إنه يحدد رؤيتنا لضمان هزيمة داعش الدائمة. إن خطر داعش يتغير، لذا كان لزاماً على تحالفنا أن يتغير معه، فنحن نعرف ما يتعين علينا القيام به.
- معالجة الشبكات العالمية والدعاية: لقد جمعنا قدراً هائلاً من الخبرة الجماعية التي تساعد على تفكيك الشبكات الإرهابية وفضح الدعاية الإرهابية. بينما يحاول تنظيم داعش بصورة يائسة أن يبقى على صلة بالواقع من خلال جمع جهات تابعة جديدة والتفرع نحو اتجاهات جديدة أخرى، فإننا مستمرون في استخدام تحالفنا الموحد وخبرته لمواجهة هذا التهديد.
- توسيع شبكة عضويتنا: لقد رحبنا بجمهورية الكونغو الديمقراطية في التحالف الذي أصبح يضم 80 شريكاً دولياً. حضرت سريلانكا ومالي وبوركينا فاسو أيضًا مناقشاتنا؛ وسنواصل تبادل خبرتنا مع العالم ، لأن داعش تمثل تهديدًا لنا جميعًا.
- منع عودة داعش ودعم جهود الاستقرار: نحن لسنا راضين بعد، لذا نواصل دعم جهود تحقيق الاستقرار. لقد قام شركاء التحالف بجمع 20 مليار دولار لتحقيق الاستقرار وإعادة البناء وتقديم المساعدات الإنسانية الحيوية للعراق وسوريا. وسيساعد هذا التمويل في إعادة بناء المنازل والمدارس والمستشفيات والخدمات الحيوية، وإزالة الأجهزة المتفجرة التي خلفها تنظيم داعش، وذلك من أجل خلق فرص للأجيال القادمة.
يمتد الالتزام الذي أبداه شركاؤنا الثمانون في التحالف إلى أبعد من حضور الاجتماعات. إذ لم يقتصر الأمر على قيام التحالف بتحرير جميع الأراضي التي كانت تحت سيطرة داعش مرة واحدة، بل قمنا أيضًا بقطع إمدادات التمويل وإلقاء الضوء على أيديولوجية داعش الخاطئة. لذلك، نحتاج لأن نكون صريحين وصادقين بشأن التحديات على أرض الواقع، لأن التقدم كان أبطأ في بعض الأماكن أكثر من غيرها.
لقد قطعنا شوطًا بعيداً منذ بدأنا كتحالف مكون من 12 عضواً في عام 2014. فالعمل الجاري وراء الكواليس في العواصم حول العالم مثل باريس، وعلى أرض الواقع في سوريا والعراق، سيخلّف إرثاً ضخماً. سيتم تكييف ذلك العمل لمواجهة التهديدات الأخرى عند ظهورها، لأنه خلق مصدراً للمعرفة والخبرة. إنه يوضح قوة الكثير من الشركاء الدوليين الذين يتحدون ويعملون لتحقيق هدف مشترك. كما أن هذا العمل الهام يساعد كل واحد منا أينما كنا في العالم ويحمي أمننا الجماعي.