مقتل زعيم داعش: حدث مهم لكنَّه ليس النهاية

يمثِّل مقتلُ زعيم تنظيم «داعش» حدثاً بالغ الأهمية في إطار المهمة التي يضطلع بها التحالف الدولي ضد الإرهاب، لكنه لا يمثل نهاية عملنا.

يمثِّل مقتلُ زعيم تنظيم «داعش» حدثاً بالغ الأهمية في إطار المهمة التي يضطلع بها التحالف الدولي ضد الإرهاب، لكنه لا يمثل نهاية عملنا.

من جانبها، ستمضي المملكة المتحدة قدماً في الاضطلاع بدور رائد في التحالف، وستعمل مع شركائها على ضمان إلحاق هزيمة آيديولوجية نهائية بالتنظيم.

ولا يمكن أن نسمح لـ«داعش» باستغلال موت أبي بكر البغدادي في الدعاية وتصويره شهيداً. لقد اقترف البغدادي جرائم كريهة ومقيتة، خاصة تجاه أبناء العراق وسوريا. ويجب أن نركِّز بدلاً من ذلك على قوة المجتمعات المحلية وصمودها التي قاومت «داعش» والتي تبدي التزامها بإعادة بناء حياة أبنائها.

أيضاً، يوفر مقتل زعيم «داعش» لنا لحظة للنظر إلى الوراء لما أنجزه التحالف الدولي في مواجهة «داعش» منذ تأسيسه في سبتمبر (أيلول) 2014. واليوم، بعد مرور خمس سنوات، أصبح عدد المشاركين في التحالف 81 شريكاً دولياً، يعملون معاً، مع وقوف الشركاء الإقليميين بثبات في المقدمة، ونجحنا في تحرير ما يزيد على 7.7 مليون شخص و110 آلاف كيلومتر مربع عبر العراق وسوريا من قبضة «داعش».

وما يزال التحالف عاكفاً على تعديل جهوده وتعزيزها لكبح جماح طموحات «داعش» الإرهابية، بما في ذلك قدرة التنظيم على تنفيذ هجمات ونشر دعاياته المسمومة، وتجنيد أنصار وبناء ملاذات آمنة جديدة. على سبيل المثال – وبفضل طائرات التحالف – جرى تدمير ما يقدر بـ800 مليون دولار من المخزونات الخاصة بالتنظيم، في الوقت الذي هاجم الطيران البريطاني مصادر الدخل الكبرى لـ«داعش».

أيضاً، بذل الشركاءُ في التحالف جهوداً إنسانيةً وأخرى ترمي لإرساء الاستقرار داخل المناطق المحررة من العراق وسوريا، لمعاونة المجتمعات المحلية على التعافي من وحشية الحياة تحت سيطرة «داعش». ومنذ عام 2014، وفَّر الشركاء في التحالف مساعدات في مجالات تحقيق الاستقرار وتعزيز قدرات التعدين والتنقيب والدعم الاقتصادي والمساعدات الإنسانية في العراق وسوريا.

وعلينا أن نكرِّمَ أولئك الذين ذاقوا الأمرين على يد «داعش» وأن نركِّزَ على المستقبل، ونعمل على تلبية الاحتياجات الإنسانية للمدنيين السوريين، الذين وجدوا أنفسهم محصورين داخل هذا الصراع الدموي. وتعتبر المملكة المتحدة واحدةً من أكبر المانحين لسوريا، وقد التزمت توفير أكثر عن 2.81 مليار جنيه إسترليني في صورة مساعدات منذ عام 2012، وذلك بهدف تناول هذه الأزمة عبر توفير مساعدات طبية وأغذية وتعليم.

وفي العراق، الذي خاضَ هو الآخر معاناة مريرة تحت حكم «داعش»، وفَّرتْ المساعدات التي قدمتها المملكة المتحدة رعايةً صحيةً أنقذت حياة ما يزيد على 4.1 مليون نسمة، بجانب توزيع مساعدات غذائية على 460 ألف عراقي.

علاوة على ذلك، يشرِّفُني انتهاز هذه الفرصة لتقديم التحية لشجاعة القوات المسلحة التابعة للمملكة المتحدة وبسالتها، وتلك التابعة لشركائنا في التحالف، والذين عملوا بلا كلل أو ملل لمحاربة «داعش». ومن دون شجاعة هؤلاء والتزامهم، ما كنا لننجح. وقد درَّبت المملكة المتحدة، من جانبها، ما يزيد على 104 آلاف فرد من قوات الأمن العراقية، وما تزال ملتزمة تنفيذ دور رائد في التحالف الدولي ضد «داعش» لضمان مستقبل سلمي ومستقر لشعبي العراق وسوريا.

مقالة رأي لوزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أندرو موريسون للـ «الشرق الأوسط»

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك, يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد