“هل أستطيع العيش في هذه المدينة المدمرة؟” قررت المعلمة المنفية التي عادت إلى الرقة حماية شباب المدينة من داعش – تعرفوا على منى فريج

“قام داعش باقتحام منزلنا،” تقول منى فريج، 43 عاما، وهي اخصائية اجتماعية ومعلمة لغة إنكليزية من مدينة الرقة السورية. “لم يشأ الله أن أمت بعد. استطعت الهروب والوصول إلى تركيا.”

“قام داعش باقتحام منزلنا،” تقول منى فريج، 43 عامًا، وهي اخصائية اجتماعية ومعلمة لغة إنكليزية من مدينة الرقة السورية. “لم يشأ الله أن أمت بعد. استطعت الهروب والوصول إلى تركيا.”

كانت منى قد أجبرت على الهروب من الرقة تحت سيطرة داعش لأن حياتها كانت مهددة بالخطر لكونها امرأة وملتزمة بنشاطها.
قام داعش بتنفيذ إعدامات علنية في الرقة، وأجبرت النساء على الزواج، والرجال على القتال ومنعت النساء من مغادرة منازلهنّ بمفردهنّ. كما كان العمل ممنوعًا أيضًا على النساء.

“كان داعش متشددة جدًا مع كافة شرائح المجتمع إلا أنه كان هناك معايير صارمة جدًا للنساء بشكل خاص.” تقول منى. “وأنا لست من النوع الذي يمكنه العيش تحت القيود.” لذلك السبب هربت إلى تركيا.

ولكن حالما بدأ الاحتلال بالتراجع، عزمت منى على العودة للمساعدة في إعادة إعمار الرقة. حاولت العودة عدة مرات خلال فترة وجودها خارج البلاد وكانت تتوق لرؤية عائلتها ومدينتها، وخاصة بعد أن أصيبت والدتها بالمرض.

“في المرة الأولى التي عدت فيها كانت الرقة لا تزال في أوج معاركها ضد داعش.” تقول منى، “أتيت وزرت عائلتي. مرت أربعة أعوام منذ رأيت فيها أحد من أقاربي.”

“كان تحديّا كبيراً. “هل أستطيع العيش في هذه المدينة المدمرة؟” الشوارع مغلقة، ولا تتوفر أي من الخدمات – لا توجد أية مرافق، لا يوجد انترنت. رأيت الجميع يعمل على إعادة الحياة مجددًا للرقة: المنظمات غير الحكومية والمجلس المحلي. كان الجميع يعمل على إحياء المدينة، وبالتالي كان ذلك محفزًا لي وللعديد من الآخرين. يتم إعادة بناء المدينة من جديد.”

شعرت منى، كغيرها، بالحاجة للإسهام في تجديد الرقة. ودفعها إيمانها بأن التطرف ينجم عن استغلال الناس الأكثر ضعفًا والمنبوذين إلى توجيه طاقتها إلى المجال الذي سيعود بالنفع الأكبر: التعليم.

“قمت بالتركيز على مجموعتين وهما الشباب والنساء لأنهما الفئات الأكثر ضعفًا، أو ربما، دعونا نقول الأكثر تهميشًا في المجتمع.” حسب قولها. “لا ينضم أحد للمجموعات المتطرفة والمجموعات المسلحة إلا إذا شعر بعدم وجوده ضمن مجتمعه. لذا، نعمل على أن يشعر هؤلاء الأشخاص بأنهم موجودون وأنهم ذوو قيمة.

“إن دورنا الحقيقي كإخصائيين اجتماعيين وأفراد هو العمل على هذه الفئة من المجتمع حتى لا تكون ضحية لأي تنظيم متطرف،” حسبما قالت.

“تريد الناس أن تعلم بأن لديها خيارات. علينا أن نبني قوة الشخصية لديهم وحرية الاختيار.”

ولا زال هناك الكثير من العمل للقيام به لتستعيد الرقة عافيتها، إلا أن منى تعتقد بأن هذا العمل ممكن أن يتم ولكنه يحتاج إلى تحلي الناس بالصبر. “عليّ أن أستمر وأتحلى بالصبر للقيام بهذا العمل لأن بناء شيء ما لا يحدث بين ليلة وضحاها.”

شاهدوا القصة الكاملة في الأسفل:

نساء مُلهِمات هي سلسلة تعرض حياة عشرات النساء الرائعات واصفة بالتفصيل تجاربهنَّ تحت حكم داعش وكيف مكّنَّ الآخرين منذ التحرير. تابعوا السلسلة على موقع تويتر باستخدام الوسم #نساء_ملهمات، أو شاهدوا قائمة التشغيل على  يوتيوب

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك, يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد