يصادف يوم 28 أيلول/سبتمبر الذكرى السادسة لتحرير قوات الأمن العراقية لجميع آبار النفط العراقية من داعش، وهو إنجاز مهم في سبيل تعطيل وتفكيك تدفق الإيرادات من تهريب النفط التي ساعدت في تمويل أنشطة التنظيم العنيفة والقمعية.
اعتمد تنظيم داعش على مجموعة من مصادر الدخل لتمويل أنشطته الإرهابية، بما في ذلك تهريب النفط والغاز، نهب القطع الأثرية الثقافية وبيعها بصورة غير مشروعة، كما ابتزاز المجتمعات التي قام باضطهادها، وفرض الضرائب الزائفة والخطف من أجل الفدية. ومع ذلك، وخلال فترة ذروة قوة التنظيم، حقق تهريب النفط والغاز أكبر قدر من الإيرادات، حيث قدر المسؤولون العراقيون في وزارة النفط عام 2014 أن تنظيم داعش كان يجني مليون دولار أمريكي يوميًا من عائدات النفط في العراق، وكان التنظيم يقوم أيضاً بجمع مبالغ مماثلة من حقول النفط في شرق سوريا. ومع احتلال تنظيم داعش للموصل في حزيران/يونيو 2014، كان قد جمع بالفعل أكثر من ملياري دولار أمريكي. تم استخدام هذه الاحتياطيات النقدية لترويع الناس وتمويل انتشار أيديولوجية داعش، بالإضافة لشن هجمات وتوسيع شبكات دولية للتنظيم الإرهابي.
كان لخسارة عائدات النفط تأثير مباشر على داعش، حيث أُجبِرَ التنظيم على خفض رواتب المسلحين بمقدار الثلث وفرض ضرائب أكثر قسوة على الناس، وزيادة الغرامات على الانتهاكات الطفيفة المتعلقة بقواعد الحظر على أساس ديني – مثل التدخين وحلق اللحية. أدت هذه الأعمال إلى زيادة نفور السكان الذين زعم التنظيم زوراً أنه يمثلهم.
منذ إنشائه في أيلول/سبتمبر 2014، كان حجر الزاوية الأساسي لمهمة التحالف الدولي هو التعامل مع تمويل داعش والبنية التحتية الاقتصادية من خلال مجموعة مكافحة تمويل داعش. تتم متابعة هذه المهمة من قبل الدول الأعضاء التي تتخذ خطوات فعالة لتقليل الاحتياطات النقدية لداعش، مع مساعدة الشركاء المحليين على تحديد مصادر دخل داعش وشبكاته المالية وتعطيلها.
منذ إعلان العراق الانتصار الجغرافي على داعش في كانون الأول/ديسمبر 2017، بدأت الجماعة الإرهابية تعاني مالياً، مما أثر على قدرتها على التجنيد والنهوض من جديد. إلا أن الخلايا النائمة لداعش لا تزال قادرة على جني الإيرادات، خاصة من خلال الابتزاز والخطف للحصول على فدية وتبرعات المتعاطفين البسيطة.
على مدى السنوات الست الماضية، قادت قوات الأمن العراقية العديد من العمليات لتقليل حصول تنظيم داعش على الأموال اللازمة وتقويض عملياته لضمان عدم قدرته على الظهور مرة أخرى. في تشرين الأول/أكتوبر 2018، اعتقلت قوة عراقية-أمريكية مشتركة عشرة أعضاء من شبكة الراوي، وهي مجموعة تسهيلات مالية رئيسية لداعش، مقرها خارج العراق وتمتد عبر الشرق الأوسط وأوروبا وشرق أفريقيا. بينما في نيسان/أبريل 2021، عثرت الشرطة العراقية في الموصل على براميل محشوة بأكثر من 1.5 مليون دولار و15 كيلوجرام من الذهب دفنها تنظيم داعش لتمويل أنشطته.
في تشرين الأول/أكتوبر 2021، وجهت قوات الأمن العراقية ضربة كبيرة أخرى لداعش باعتقالها سامي جاسم الجبوري، وهو مسؤول كبير عن الشؤون المالية لداعش ونائبٌ لقائد التنظيم السابق أبو بكر البغدادي.
وتواصل قوات الأمن العراقية اليوم استئصال عمليات تمويل داعش ذات النطاق الصغير، حيث نجحت في تعطيل سلسلة من خلايا داعش التي استمرت في تشكيل تهديد للمجتمعات المحررة. على سبيل المثال، في كانون الثاني/ يناير 2022، اعتقلت قوات الأمن العراقية أربعة أعضاء من داعش كانوا يجمعون الأموال عن طريق ابتزاز سكان محافظة نينوى.
يواصل التحالف الدولي العمل مع شركائه في قوات الأمن العراقية والوكالات الأخرى على تحديد العمليات المالية لداعش وشبكات التهريب في جميع أنحاء العراق. يتبادل شركاء التحالف الدولي المعلومات الاستخباراتية بشكل روتيني ويقدمون المشورة على المستويين العملياتي والمؤسسي لقوات الأمن العراقية التي تقود الجهود للقضاء على فلول داعش. ويعد القضاء على جهود التنظيم لجمع الأموال غير المشروعة جزءاً أساسياً من تلك المهمة الحيوية.