فريق في آر، فريق من شباب الموصل المهتمين بتصميم النماذج ثلاثية الأبعاد، قرروا إعادة إحياء تراث مدينة الموصل بشكل افتراضي. مستخدمين تقنيات التصميم ثلاثي الأبعاد، طوّر الفريق نماذج لعدد من المواقع الأثرية الأساسية في الموصل والتي تعرضت للتدمير على يد تنظيم داعش. يريد الفريق من خلال هذه النماذج “إعادة إحياء الهوية الموصلية، وأن يتعرف الجيل الجديد على المدينة وحضارتها بالطرق الملائمة لأسلوب حياتهم”، وفق ما يعبر ميسر نصير، منسق فريق الواقع الإفتراضي VR.
طال الدمار والتخريب آثاراً وأحياء تراثية بأكملها على يد تنظيم داعش بين عامي 2014 و 2017. فدفعت الموصل ثمناً باهضاً من تراثها العريق بخسارتها ما يزيد عن 5 مدنٍ أثرية وحوالي 90% من مجمل آثارها، بحسب ما يؤكد علماء الآثار في مدينة الموصل.
مشروع الواقع الإفتراضي بدأ العام الماضي، حيث انضم إلى حاضنة الأعمال “قاف ميديا لاب” التي ووفرت للعاملين في المشروع المكان والمعدات اللازمة لتطوير هذه النماذج. ويستفيد الفريق في عمله من صور أرشيفية قديمة لدمجها مع صور يجرى تصويرها حديثاً، بهدف إنشاء نماذج رقمية للمعالم المدمرة.
وفيما كانت أولوية الفريق لإعادة تصميم المواقع الكترونياً، والتي قام داعش بتدميرها ولم يتم إعادة إعمارها إلى اليوم، يركز الفريق اليوم على إعادة إحياء التراث الإسلامي والأشوري والمواقع التي تعرضت للتدمير مثل مسجد وصفي الأثري، باب نيرغال، وكنيسة مار توما. واستند الفريق إلى معلومات وخرائط دقيقة مقدمة من أرشيف جامعة الموصل.
وهنا إشارة إلى أن فيديوهات الفريق وأعماله متوفرة على منصات التواصل الإجتماعي مرفقة بتعليق صوتي يشرح للجمهور عن هذه المواقع. وعن تلك المنتجات يقول نصير: “إنها لاقت ردود فعل إيجابية جداً وتشجيعاً من الجمهور، لذلك يعمل الفريق لنشر النماذج على أكثر من منصة”.
وبالإضافة إلى منصات الإنترنت، يقوم الفريق من وقت إلى آخر بإعداد فعاليات يستطيع الشخص خلالها مشاهدة مدينة الموصل باستخدام نظارات الواقع الإفتراضي. ويشرح عبد الله بشار، احد أعضاء الفريق، أنه “من الممكن للشخص أن يعيش التجربة بشكل كامل عن طريق بيئة تفاعلية، يتجول من خلالها ويتفاعل مع قسم من هذه العناصر حيث يتم توفير بيئة كاملة له تجعله يعيش في هذا العالم الذي كان موجود قبل ألف او ألفين سنة”.
وإذ تمكن الفريق من عادة إعمار عدد من المواقع الأثرية افتراضياً، مازال يواجه الفريق صعوبات عدة في الوصول إلى خرائط وصوراً لمواقع أثرية على لائحة الآثار التي ينوي القيام بها. ويشكل هذا الأمر واحداً من أكبر التحديات، إلى جانب الأزمة المستجدة جراء تفشي وباء كورونا، ما يمنع الفريق من العمل في مكان واحد.
ويسعى الفريق إلى توسيع نطاق عمله ليشمل كل ما جرى تدميره من قبل تنظيم داعش وإعادة إحياء المواقع الأثرية التي اندثرت، إذ يعتبر فريق VR أن هذه التقنية ليست إلا فرصة للأجيال القادمة التي لم تتمكن من رؤية هذه الآثار، لتتعرف عليها افتراضياً لما تشكله من قيمة تاريخية هامة في الذاكرة الموصلية.