عام 2014، عندما أجبرت سهى عودة على الهروب من الموصل بعد اجتياح داعش لها، كانت مصعوقة بما حدث.
“في البداية، عندما دخل داعش إلى المدينة هربت، فلم أستطع القيام بأي شيء،” تقول. “وتملّكني الحزن والإحباط والغضب. وكان المدنيون يفكرون “كيف حدث كل ذلك؟” وكوني امرأة، كان الأمر أسوأ نتيجة للقيود والشروط التي فرضها داعش. وكان من الأفضل أن أغادر في محاولة للنجاة.”
إلا أن مغادرة المدينة لم يكن بالأمر السهل وكان محفوفًا بالمخاطر. لأن أولئك الذين تم الإمساك بهم عادة ما تلقوا عقوبات قاسية، بما في ذلك الموت. واعتمدت على أحد أصدقاء والدها لمساعدتها في الهروب.
في المنفى، عاجزة عن القيام بأي شيء نتيجة اليأس الذي مرت به، تغير كل شيء بمكالمة هاتفية من صديقة لها.
وبحسب قولها: “قامت صديقتي بتحفيزي”. “كانت تعلم أنني كاتبة جيدة، وأخبرتني أن أذهب وأكتب قصص ما حصل بدلًا من البقاء في المنزل والبكاء. هذا ما دفعني للمدافعة عن الآخرين والدفاع عن الأبرياء.”
وصاغت تلك المكالمة الهاتفية مجال عمل سهى. استمتعت بالنجاح الكبير الذي حظيت به كصحفية، من خلال عملها مع المنظمات المحلية والدولية. واليوم تدير منظمة تدعى أصوات نسائية من أجل بناء السلام، وهي منظمة تكرس عملها لإنهاء العنف على أساس الجنس.
ولكن العودة للموصل بعد هزيمة داعش لم تكن سهلة. كان من الصعب عليها أن تصدق بأن داعش رحلت بالفعل وكانت سهى كغيرها متخوفة جداً.
“لقد غمرتني السعادة بالتأكيد، ولكن في الوقت ذاته، كنت خائفة لأن تحرير المدينة تم على مرحلتين،” بحسب قولها. “لدي أصدقاء وأقارب في المناطق التي لم يتم تحريرها بعد. وحالما تم تحرير منطقتي، قمنا بالاحتفال في الشوارع، ولكننا أيضًا كنا خائفين من مصير المدينة المجهول.”
ولحسن حظ سهى والموصل، تمت هزيمة داعش في نهاية المطاف في كامل المدينة وتمكنت سهى من تحقيق الازدهار في دورها.
“كان من المهم تأسيس مبادرة أصوات نسائية من أجل بناء السلام لأننا، نساء نينوى، نحتاج للتكلم بصوت عالٍ ونريد لأصواتنا أن تسمع.” كما تقول.
“هذه المبادرة تسمح لنا بإعلاء صوتنا وتحقيق أحلامنا بمساعدة الرجال وبمشاركتهم. وهذه المبادرة لم تعني أن النساء عليهن أن يكن وحيدات أو منعزلات عن الرجال، ولكن تعني أن الرجال يجب أن يتفهموا الوضع ويساعدوا النساء في هذه المنطقة.”
وكانت رسالة سهى: من أجل تحقق السلام وازدهار العراق، يجب إشراك النساء. وتقول: “لن تنهض هذه الدولة مالم يكن هناك مساواة في المشاركة بين الرجال والنساء.”
شاهدوا المقابلة كاملة أدناه:
نساء مُلهِمات هي سلسلة تعرض حياة عشرات النساء الرائعات واصفة بالتفصيل تجاربهنَّ تحت حكم داعش وكيف مكّنَّ نساء أخريات منذ التحرير. تابعوا السلسلة على موقع تويتر باستخدام الوسم #نساء_ملهمات، أو شاهدوا قائمة التشغيل على موقع يوتيوب.