يقول باتريك ستيفنز، الذي يعمل كمدير لوحدة مكافحة الإرهاب في الإنتربول، أن التحالف الدولي يمثل النموذج الأفضل لمشاركة الاستخبارات العسكرية. ويضيف أيضاً: “أعتقد شخصياً أن النموذج الذي وضعناه تحت قيادة التحالف الدولي ينبغي تطبيقه في جميع أنحاء العالم، وبإمكاني إخبارك بأننا في صدد محاولة تطبيق هذا النموذج، ونأمل مع حلول العام المقبل أن نقوم بعمليات مشابهة على نحو مستمر.”
إن الطرق المتبعة في محاربة داعش أكثر وضوحاً وتأكد أهمية مشاركة ما كان يعتبر سابقاً معلوماتٍ “سرية.”
“حتى وقت قريب، احتفظ الجيش بكل الاستخبارات العسكرية لنفسه. ولكن الآن، وفي هذه العملية (عملية العزم الصلب) تم رفع السرية عن هذه المعلومات – ليس كل شيء بالطبع – فقط ما هو ضروري لتوعية الدول الأعضاء وتحذيرها من خلال قنوات الشرطة”، يقول السيد ستيفنز.
“إنهم يعطون المعلومات التي تم نشرها إلى أحد الدول الأعضاء، وهذا البلد بدوره يعطيها للإنتربول. لدينا بالفعل ما يربو على 50,000 إشعاراً و400,00 كياناً في قواعد بياناتنا التحليلية، لذلك بإمكاننا إثراء البيانات ونشرها في بلدان أخرى. وبإمكانهم إضافة هذه البيانات إلى قواعد بياناتهم الوطنية أو إلى شرطة الحدود التابعة لهم.”
الإرهابيون الذين قضوا أحكامهم
وفي مقابلة شاملة مع ملف البث الرقمي (بودكاست) التابع للتحالف الدولي، على الهاتف، نقل رئيس الإنتربول أيضاً ما مفاده أن الإرهابيين الذين تمت إدانتهم – بما في ذلك عناصر داعش السابقين – قد بدأوا بمغادرة سجونهم في البلدان الأوربية، بعد إنهائهم فترات أحكامهم. لكنه حذر من مغبة “عدم تتبع” هؤلاء السجناء السابقين “على النحو الصحيح.”
هذا يعود جزئياً لمشكلة في الكفاءات، بحسب السيد ستيفنز. “لست متأكداً من أنه يجري تتبع هؤلاء الأشخاص على نحو صحيح – أتمنى لو كان كل بلد يتمتع بالكفاءة الكافية لتتبع هؤلاء الأشخاص ولو كانت توجد عملية تعاون دولية لتحقيق هذه المتابعة.” وحث البلدان على زيادة التعاون الدولي، من خلال الإنتربول، حتى يتم الاحتفاظ بالبيانات البيومترية للسجناء السابقين في قواعد البيانات.
وهذا يعني، كما يقول، بأنه في حال سفر السجناء السابقين إلى بلد مختلف بجواز سفر أو أسم مزيف، بالإمكان التحقق من ذلك من خلال قاعدة البيانات، وتحذير السلطات المعنية في ذلك البلد.
وأكد على أن ذلك لا يعني بالضرورة اعتقالهم – لأنهم قد أمضوا أحكامهم في السجن – لكن ذلك يشكل جزءاً من مشاركة معلومات مفيدة حول “من يلتقون بالموظفين الرسميين” – على سبيل المثال في المراكز الحدودية.
أهمية الحدود
وقال السيد ستيفنز أنه من “المستحيل تقريباً” تحديد رقم واضح للإرهابيين الأجانب الذين كانوا يقاتلون في العراق وسوريا، لكن الإنتربول لديه تحذيرات بخوص 50،000 شخص، وهم يعتقدون بوجود أكثر من ذلك. لكن، وفقاً لم قاله، العدد ليس مهماً – المهم وجود معلومات كافية حتى يتسنى إرسال تحذيرات إلى مختلف البلدان.
وفي إشارة واضحة إلى درجة عولمة هذه القضية، نقل السيد ستيفنز أنه بالرغم من وجود بعض المقاتلين الإرهابيين الأجانب في سجون العراق وسوريا، وسجون بلدانهم الأصلية، انتقل الآخرون إلى ساحات قتالٍ مختلفة، على سبيل المثال انتقلوا إلى منطقة الساحل في إفريقية، وشرق آسيا وأفغانستان. وأكد على أهمية عمل الإنتربول على الحدود حول العالم، حاثّاً البلدان على استخدام قواعد بيانات الإنتربول قدر الإمكان على طول الحدود.
يمكنكم الاستماع إلى المقابلة الكاملة مع باتريك ستيفنز الذي يعمل في الإنتربول (بوكاست)، OnTheLine، الذي تستضيفه الممثلة الرسمية للتحالف الدولي نانسي جمال.