كشفت تقارير الاستجواب العسكرية السرية التي صدرت اليوم 6 نيسان/أبريل 2021 أن زعيم داعش الحالي محمد المولى كان قد قدم معلومات استخباراتية مهمة لمسؤولين عسكريين أمريكيين حول كبار أفراد التنظيم السابق لتنظيم داعش، تنظيم داعش في العراق.
تكشف التقارير البالغ عددها 56 التي رفعت عنها السرية حديثًا، والتي يمكن الاطلاع عليها على الإنترنت لدى مركز مكافحة الإرهاب في ويست بوينت، أن المولى قد كشف عن معلومات تتعلق بأكثر من 68 فردًا داعش في العراق، وذلك خلال استجوابات أجريت معه في الاحتجاز العسكري عام 2008.
حيث توفر هذه التقارير مزيدًا من التفاصيل حول كيف أدت المعلومات التي قدمها المولى لعملية بقيادة التحالف في أكتوبر 2008، والتي أدت إلى مقتل ثاني أكبر شخصية في تنظيم داعش في العراق، أبو قسورة. بعد خيانة أبو قسورة، ترقّى المولى داخل التنظيم، وأصبح أخيرًا زعيم داعش في أكتوبر 2019.
على الرغم من ترقيته إلى منصب نائب الجماعة في الموصل، تكشف التقارير أن المولى تعاون بإرادته مع القوات الأمريكية، وكشف عن قدر كبير من المعلومات الاستخبارية يمكن اتخاذ إجراءات بشأنها، بما في ذلك الأوصاف الفيزيائية، فضلًا عن أسماء ومواقع وألقاب القادة الرئيسيين. خلال سلسلة من الاستجوابات التي أجريت في عام 2008، وصف المحققون المولى بأنه “متعاون” و “صادق”، حيث عرّف صورًا عديدة لكبار الجهاديين وكشف عن الهيكل التنظيمي الكامل لتنظيم داعش في الموصل.
وبالإضافة إلى تحديد كبار القادة، قدم المولى تفاصيل عن المسؤولين عن المهام العسكرية والإدارية والأمنية والشريعة والدعاية الإعلامية. حيث يبدو أن المولى كان معاديًا بشكل خاص للمقاتلين الإرهابيين الأجانب داخل صفوف تنظيم داعش في العراق.
ووصف المولى، الذي عمل نائبًا لزعيم الجماعة في الموصل، الأنشطة الإجرامية للجماعة في المدينة، بما في ذلك عمليات الخطف والإعدام والاغتيالات وطلب الفدية والسلب. في أحد التقارير، يصف المولى “الصعوبات” التي واجهتها المجموعة في الحصول على الأسلحة. يقدم المولى في العديد من الاستجوابات الأخرى للقوات الأمريكية معلومات حول نقاط الاجتماع الرئيسية في الموصل، بما في ذلك الأسواق والمقاهي التي يلتقي فيها الارهابيون بشكل منتظم.
فيما كشف المولى أيضًا بمساهمة كبيرة عن غطاء فريق الدعاية التابع لتنظيم داعش في الموصل، وكشف عن تفاصيل العاملين الإعلاميين الرئيسيين بالإضافة إلى الموقع السري لمقرهم.
بعد مرور عامين على فقدان تنظيم داعش السيطرة على الأراضي في العراق وسوريا، و18 شهرًا على مقتل الزعيم السابق البغدادي، يشكل تنظيم داعش تهديدًا مستمرًا للمجتمعات في العراق وسوريا وأماكن أخرى. يكشف إصدار هذه التقارير عن انقسامات عميقة وطويلة الأمد داخل منظمة ليست منغمسة في الإجرام فقط، ولكن في ثقافة الخيانة أيضًا.