عندما احتل داعش الرقة، تعرضت خولة العيسى، 31 عاماً، للأذى والتهديد كلما غادرت منزلها. والأسوأ من ذلك كان إطلاق النار على والدها وأختها وإصابتهما وسجن أختها الأخرى.
عندما مرضت خولة، رفض داعش إعطائها الإذن للسفر من أجل العلاج ففقدت سمعها في إحدى أذنيها.
وهدد داعش بمصادرة منزل عائلتها في حال خروج الفتيات منه. وبوجود عشرة أشقّاء، تسعة منهم فتيات، أصبحت الحياة داخل المنزل صعبة بشكل مستحيل.
فلم تستطع تحمّل المزيد من ذلك واستطاعت الهرب إلى دمشق.
والآن بعد الإطاحة بداعش، عادت خولة إلى منزلها في الرقة.
تقول خولة: “كنت أعاني تحت حكم داعش. كنت معزولة في بيتي ولم أستطع إكمال تعليمي. كانت عائلتي تعاني أيضاً، حيث كنّا محاصرين في بلدتنا.”
وخولة، التي أكملت الآن شهادتها في القانون، عازمة على عدم السماح لداعش بتدمير أحلامها المستقبلية أو أحلام النساء الأخريات. ولقد ألزمت نفسها بالعمل لتمكين النساء من خلال مجلس الرقة المدني.
تقول خولة: “كانت النساء تحت حكم داعش أول من تم مهاجمتهنّ. كنَّا أكبر الخاسرين. وكنا بلا مأوى. خسرت النساء أزواجهنّ وأبنائهنّ. أما اليوم، بإمكان النساء محاربة داعش وحتى إدارة المؤسسات.”
تطول قائمة إنجازات خولة. أولاً، بدأت العمل مع لجنة من المتطوعات، اللواتي ساعدن في صياغة قوانين جديدة وإعادة تنظيم المؤسسات في عالم ما بعد داعش.
ومن ثمَّ اشتركت خولة في لجنة مصالحة قبل أن تساعد في تأسيس مجالس للنساء. تم إنشاء تلك المجالس لتعزيز مكانة المرأة في المجتمع وفقاً لخولة.
تقول خولة: “لقد نجحت في عملي بالرغم من كوني أعيش في منطقة قَبَلية لا يُسمح للنساء فيها عادة بالعمل. لم يخطر ببالي قط أن أعمل في مجال تمكين المرأة.”
وتعمل نساء أخريات كخولة نحو تحقيق تمكين المرأة للمساعدة في بناء مجتمع قوي وضمان عدم عودة داعش. وتشكل مشاركة النساء وتمثيلهنَّ جزءاً حيوياً في ذلك.
بالرغم من إنجازاتها، تبقى خولة متواضعة وتؤمن بأنه بإمكان النساء أن يقتدن بها.
تقول خولة: “لقد عانيت حتى أصل إلى ما أنا عليه اليوم، لكن بإمكان أي امرأة أن تصبح مثلي أو حتى أفضل مني.”
شاهدوا مقابلتها الكاملة في الأسفل:
نساء مُلهِمات هي سلسلة تعرض حياة عشرات النساء الرائعات واصفة بالتفصيل تجاربهنَّ تحت حكم داعش وكيف مكّنَّ نساء أخريات منذ التحرير. تابعوا السلسلة على موقع تويتر باستخدام الوسم #نساء_ملهمات، أو شاهدوا قائمة التشغيل على موقع يوتيوب.