في الأسبوع الماضي كان هناك حادثتان لمقاتلين من داعش وهم إما يهربون أو حتى يخونون التنظيم في محافظة دير الزور التي يفترض أنها المحافظة الأكثر أمناً للتنظيم. في حين أن كلاً من النظام السوري والجيش السوري الحر يحاولان شق الطريق إلى المحافظة، فإن أياً من هاتين الهجمتين لم تنجحا إلى الآن في السيطرة على مساحات كبيرة من المحافظة.
بصرف النظر عن هذا، فإنه وبحسب داعش، يقال بأن بعضاً من مقاتليه قد ساعدوا التحالف الدولي عبر تقديم معلومات عن الأهداف الحيوية للتنظيم. في 26 نيسان\ أبريل، في منطقة البوكمال (130 كم جنوب شرق مدينة دير الزور)، أعدم التنظيم أربعة من مقاتليه بهذه التهمة. هذه الحادثة تظهر، إضافةً إلى الشقوق المتوسعة ضمن صفوف التنظيم، وجود توتر مستمر بين المقاتلين السوريين والأجانب ضمن التنظيم. في حين أن المقاتلين الأربعة الذين أعدمهم التنظيم هم من أصول سورية، تفيد مصادر محلية بأن داعش لم يقم بإعدام مقاتلين أجنبيين متهمان بنفس الجريمة. أظهر التنظيم في السابق أنه يفضل المقاتلين الأجانب على السوريين، حيث يقدم لهم السكن والإنترنت ويقوم بإجلائهم مع عائلاتهم من المدن المهددة، لكن كل هذه الأمور لا يتم تقديمها للمقاتلين المحليين.
بالإضافة إلى هذه الإعدامات فإنه وفي 28 نيسان\ أبريل، قام مقاتلو التنظيم باعتقال أبي زينب الكربلائي، وهو أمير المالية في “ولاية الفرات” التابعة للتنظيم، أثناء محاولة الأخير الهرب من البوكمال. يقال أن أبا زينب الكربلائي كان متجهاً إلى البادية على الحدود الجنوبية لسوريا قبل أن يحاول الهرب إلى العراق. نظراً للصعوبات القتالية التي يواجهها داعش وتنوع الأشخاص المنضمين للتنظيم، فهكذا انشقاقات هو أمر متوقع. بيد أن الكربلائي كان شخصية بارزة في إدارة التنظيم ضمن محافظة دير الزور التي لا تتعرض لأي تهديد خارجي حالياً، حيث يبدو أن التنظيم يركز شخصياته ومقاتليه في هذه المحافظة حالياً. هذه الأحداث قد تؤثر على محاولات الانشقاق وتؤثر على معنويات عناصر التنظيم بشكل سلبي في محافظة دير الزور التي تزداد أهميتها الاستراتيجية يوماً عن آخر.
داعش يجبر الطواقم الطبية الخضوعَ لدورات شرعية في محافظة دير الزور
في 25 نيسان\ أبريل، أعلن داعش لكل الطواقم الطبية والعاملين في مجال الصحة في العشارة (60 كم جنوب شرق دير الزور) أنهم ملتزمون بحضور دورة شرعية في المحكمة المحلية التابعة للتنظيم. ثم طلب التنظيم إليهم تسجيل معلومات الهوية والاتصال وتخصصاتهم في السجل الخاص بالتنظيم. هذا الالتزام سوف يؤثر بالتأكيد على الخدمة الطبية والصحية المقدمة للأهالي باعتبار أن الطواقم الطبية ستكون مشغولة بحضور الدورات الشرعية.
والجدير بالذكر كذلك هو أن داعش يطلب من المقاتلين الجدد عادة الخضوع لدورات شرعية حتى يتشربوا عقيدة التنظيم. ولهذا من المحتمل أن يلجأ داعش إلى تجنيد الطواقم الطبية هذه، ربما ليعالجوا الزيادة المتوقعة في عدد الضحايا والجرحى جراء محاولة التنظيم الدفاع عن محافظة الرقة، وربما كذلك من جراء المعارك المتوقعة في محافظة دير الزور.
مدينة الطبقة على وشك أن تتحرر بشكل كامل، لكن يبقى سد الطبقة تحت سيطرة التنظيم
عملية غضب الفرات التي بدأت يوم 22 آذار\ مارس وتقودها قوات سوريا الديمقراطية قد حررت أجزاء كبيرة من مدينة الطبقة إلى الآن. بحسب المصادر المحلية فإن ثلة من مقاتلي التنظيم قد تحصنوا في حيين ضمن المدينة. وفي حين أن المدينة قد تم تحريرها بشكل كامل إلى وقت كتابة هذا التقرير، فإن سد الطبقة يبقى تحت سيطرة التنظيم. على الأرجح أن داعش سيستخدم سيطرته على السد وقدرته على تخريبه أو تدميره كورقة تفاوض حتى ينسحب من المدينة. المثير هو أنه مع خسارة التنظيم لسيطرته على الطبقة، فإنه سمح للأهالي بالهرب من المدينة شرقاً كما نصب الحواجز خوفاً بأن يكون بعض المدنيين هم مقاتلين متنكرين لقوات سوريا الديمقراطية. بالمضي قدماً، ربما يعامل التنظيم الأهالي الهاربين بنفس الطريقة، خاصةً بما أن الناس الذين لا يدعمون التنظيم قد يصبحوا بارزين عند محاولات الهرب.