منذ أيلول/سبتمبر من العام 2019 وبلدية الشعب في هجين تعمل على عدة مشاريع لإعادة تأهيل البنية التحتية الأساسية في البلدة تمهيداً لعودة النازحين الذين خرجوا منها بسبب المعارك ضد تنظيم داعش. حرصت السلطات المحلية حينها على تأمين شبكات المياه، وفتح الشوارع, وإزالة الألغام التي زرعها تنظيم داعش في المدينة ، لتتشكل بذلك بيئة آمنة لعودة الأهالي إلى بلدتهم.
اكتمال عدة مشاريع، كإعادة تأهيل المراكز الطبية والتعليمية على وجه الخصوص، شكّل عامل جذب للعائدين إلى هجين من أهلها. شيئاَ فشيئاً، بدأت الحياة تعود إلى طبيعتها وتزول الآثار السلبية التي تركها تنظيم داعش. ومعها تعود الحركة إلى الأسواق حيث زاول أصحاب المحال التجارية أعمالهم، ومن بين هؤلاء بائع ألبسة عبد الرزاق كان تنظيم داعش قد صادر بضاعته لاحتواءها على علامات تجارية أجنبية. أما اليوم، وبعد عام على خروج داعش من البلدة، أعاد عبد الرزاق نشاطه التجاري محاولاً بناء مستقبل له ولأسرته في مسقط رأسهم.
حلّاق البلدة إبراهيم، هو أيضاً من بين الذين نفضوا عنهم غبار داعش وعادوا إلى مزاولة حياتهم الطبيعية. عاد الحلاق ليمارس مهنته التي يحب، بعد أن مُنِع عن ممارستها تحت جور داعش. فالحلاقة كانت شبه مغيبة بوجود داعش الذي وضع شروطاً متشددة وشروط تتناسب مع فكره المتطرف. ولم يكتف عند ذلك، إذ لاحق أصحابها واعتقلهم وأخضعهم إلى دورات شرعية.
“بعد الخلاص من تنظيم داعش عادت وفتحت لنا أبواب الحياة على مصراعيها”، عبارة يرددها الحلاق إبراهيم وتلخّص صورة التعافي التي تعيشها بلدة هجين اليوم. حالها حال معظم المناطق والبلدات في شمال شرق سوريا، التي كانت شاهدة على جور تنظيم داعش وإفساده لكل نواحي الحياة.