عثر التحالف الدولي مؤخراً على فيديو نشرته “ابن آوى” وهي مجموعة مناهضة لداعش على الفيسبوك. يظهر في الفيديو شخص اسمه أبو عمر الفرنسي، وهو عضو سابق في داعش من أصول فرنسية وقد تركك التنظيم بعد أن سئم من الأكاذيب والوحشية والزهو الفارغ. بعد التأكد من الوقائع المذكورة من قبل أبو عمر، نحن واثقون من صحة تصريحاته التي تثير نقاط مهمة حول الحياة في ظل داعش.
“جئنا لحماية أهل الشام لكن وصل بنا المطاف أننا صرنا نستخدمهم كدروع بشرية.”
مثل العديد من المقاتلين الأجانب فإن أبو عمر لبى النداء. انضم ابن الثمانية والعشرين ربيعاً إلى داعش عام 2014، مقتنعاً بأنها قوة تحارب لأجل الخير ولأجل حماية الشعب السوري. بعد سنتين من الانضمام توضح الوهم الذي كان يعيش فيه، وقال: “حين أدركت داعش أنها لا تستطيع الوقوف في وجه قوات التحالف، أغلقت الحدود لمنع المدنيين من الهرب”، وأضاف بأن التنظيم “بات يستخدم السوريين كدروع بشرية.”
“ليس هناك مؤسسات، بل واجهات فقط”
وحشية التنظيم ليست السبب الوحيد وراء سخط أبو عمر. يشرح أبو عمر “كانت الفوضى عارمة […] ليس هناك تنظيم أو ما شابه!” في هذا الفيديو، يتذكر تجربته في خوض “تدريب عسكري مزيف” تلقاه قبل أن يتم استخدامه وقوداً للرصاص في معارك لم يكترث التنظيم بها حتى، مشيراً إلى المعارك التي خاضها التنظيم ضد البشمركة الكردية. وحين يتحدث أبو عمر عن الحياة في مناطق داعش، يكون واضحاً أكثر: “ما تسمى بالشرطة الإسلامية هي شرطة فاسدة، ليس هناك أي نظام تربوي أو تعليمي يجدر الحديث عنه، وليس هناك أي استثمارات اقتصادية. بحسب أبو عمر فإن غياب مشروع سياسي حقيقي هو حقيقة أن داعش هي مجرد “مغامرة قَبَلية عراقية مليئة بأشخاص يحاربون لغاياتهم الشخصية.”
“داعش لا تمت للإسلام بصلة، أياً يكن، لا تأتي إلى هنا”
كما يقول أبو عمر في بداية الفيديو، انضمامه لداعش كان “قراراً روحانياً”. بيد أنه أدرك سريعاً بأن القليل جداً كان يمت للإسلام بصلة بخصوص الحياة تحت داعش. “هذه مجرد عملية قومية ليس لها اي علاقة بسبب مجيئنا إلى هنا، لهذا نحن نموت بلا هدف أو غاية” يقول أبو عمر قبل أن يشرح بأنه من وجه نظره، داعش فقط تطبق “الممارسات التقليدية التي كانت تتبعها أحزاب البعث السياسية.” كما أن الشاب أبو عمر يحزن لغياب العدالة الاجتماعية: “إنه قانون البقاء للأقوى: أعضاء التنظيم من الأصول العراقية هم فوق كل شيء، ثم يأتي الأمراء، ثم الرجال وأخيراً العبيد والسبايا في الأسفل.”
يختتم أبو عمر الفيديو بأن ينصح كل من ينغر بالانضمام إلى داعش بالبقاء بعيداً: “في حياتي كلها لم أعش هكذا ذل وظلم وتمييز مثلما رأيت في “الدولة” (داعش)، […] ما من غرض للقدوم إلى هنا. ابق حيث أنت ومارس دينك هناك.”