بعد سنة على الغياب، حيث كان الجنود البلجيكيون مسؤولينَ عن حماية القوات لضمان أمن وسلامة زملائنا الهولنديين، تعود مقاتلاتنا الإف 16 لواحدة من القواعد التي تنطلق منها طائرات التحالف لضرب داعش. منذ الثامن والعشرين من حزيران\ يونيو، تنفذ 6 مقاتلات إف 16 بلجيكية الهجمات مجدداً على ما يسمى زوراً وبهتاناً بالدولة الإسلامية، متضمنةً مناطقها في سوريا.
للتأكيد على تضامننا المستمر مع التحالف الدولي في قتاله ضد داعش، وافقت وزارة الداخلية البلجيكية يوم 13 أيار\ مايو 2016 على إعادة نشر مقاتلات الإف 16. كما أنه تم توسيع منطقة العمليات لتشمل مناطق في سوريا إلى جانب العراق. نتيجةً لهذا فإن مقاتلات إف 16 البلجيكية تنفذ الهجمات الآن ضد “الدولة الإسلامية” في سوريا أيضاً.
نجاحات عملية “النية المبيتة” قد أجبرت داعش على الانسحاب من مدن رئيسية مثل تكريت (نيسان\ أبريل 2015)، والرمادي (شباط\ فبراير 2016) والفلوجة (أيار\ مايو 2016). منذ بدء العملية، خسرت المنظمة الإرهابية قرابة 45% من مناطقها في العراق و20% في سوريا. وبهذا تصل عملية “النية المبيتة” إلى المرحلة الثانية من حملتها الممتدة على ثلاث مراحل، وهي (قوِّض، فكك، واهزم). ربما تم تقويض داعش كقوة عسكرية تقليدية، لكن التنظيم ما يزال قادراً على تنفيذ الهجمات. لهذا فإن عملية “النية المبيتة” تقوم الآن وتدريجياً بتفكيك بُنى داعش.
حتى الآن، حلَّق طيارون في مهمات يومية بأعلى مستوى من الحرفية. وهم يقدمون الدعم الجوي المكثف للقوات العراقية البرية وقوات البشمركة الكردية، كما تقوم برحلات استطلاع ضرورية لجمع المعلومات الحيوية، وتقوم بالتدخل الجوي لتقويض أو تدمير داعش، ولهذا فهي تستطيع كذلك ضرب البُنى التابعة لداعش في سوريا. يقوم ضابط بلجيكي من حملة البطاقات الحمراء (أي ضابط مسؤول قانوني) بتحليل الجوانب القانونية لكل مهمة قبل تنفيذها. تفادي الأضرار الجانبية قدر الإمكان يلعب دوراً حاسماً في هذا التحليل.
عدا عن نشر مقاتلات الإف 16، فإن المستشارين البلجيكيين يشاركون في جهود التحالف عبر تدريب الجيش العراقي على (خدمات مكافحة الإرهاب) في بغداد. كما أن بلجيكا دعمت البشمركة عبر تقديم المؤن الطبية والتدريب في مخيم تدريب ألماني.