يصادف اليوم العالمي للاجئين في ٢٠ حزيران_ يونيو من كل عام، في وقت لا يزال ملايين اللاجئين والمهجرين داخلياً في العراق وسوريا يشعرون بآثار احتلال “داعش”.
في العراق وحده، تقدر المفوضية السامية للاجئين التابعة للأمم المتحدة، عدد المهجرين بما يزيد على ثلاثة ملايين منذ عام 2014. كما تقدر عدد المحتاجين لمساعدة إنسانية بأحد عشر مليوناً. وبالرغم من خسارة داعش للأراضي التي استولى عليها في العراق وسوريا، لا يزال الكثيرون غير قادرين على العودة إلى منازلهم بسبب الدمار الذي خلفه التنظيم، بما في ذلك تدمير البنية التحتية الأساسية.
يضطر معظم من فروا من منازلهم إلى ترك ورائهم كل شيء عملوا من أجله، إلا من ملابسهم التي كانوا يرتدونها. إذ إنهم خسروا منازلهم، ممتلكاتهم، أصدقاءهم، مجتمعاتهم، والأنظمة الداعمة لهم.
بارفي علي بيشار، إيزيدية من سنجار، كانت واحدةً ممن اضطررن إلى الفرار من منازلهنَّ عندما طوّق داعش بلدتها. يعتبر تنظيم داعش الايزيدين (وهم أقلية عرقية ودينية في العراق) عبدة شيطان. وعندما اجتاح داعش المنطقة، قتلوا رجالاً ايزيديين واستعبدوا واغتصبوا نساءً ايزيديات. كان الخيار الوحيد المتاح لبارفي هو الفرار من منزلها، حيث انتهى بها المطاف في مخيم خانكي للاجئين في دهوك.
تقول بارفي: “في السابق، كانت حياتي سهلة وبسيطة. كنت أذهب إلى المدرسة كل يوم … كانت حياتي سهلة.”
وحتى بعد هزيمة داعش وتحرير سنجار، لم يكن من السهل العودة.
تقول بارفي: “لقد دُمِّرَ منزلنا. إلى أين سنعود؟ ليس هناك منازل. لربما تكون العودة آمنة، لكن لا توجد هناك خدمات ولا منازل.”
ليس النزوح أو اللجوء خياراً. وغالباً ما يكون أحدهما أقصى ما يستطيع الشخص القيام به لكي يتجنب الموت. منى فريج، امرأة أخرى أُجبِرَت على الفرار من منزلها. كانت تعيش في الرقة بسوريا، لكنها هربت إلى تركيا. وأثناء زيارة لبلدتها الأم، كان داعش قاب قوسين أو أدنى من أسرها.
تقول منى: “داهم داعش منزلنا، لم يشأ الله بأن أموت حينئذ. استطعت الهروب ووصلت إلى تركيا.”
وعلى الرغم من التحديات، تدرك منى بأن سوريا هي موطنها وهي عازمةٌ على العودة فور هزيمة داعش. تقول منى: “عندما انتهى الكابوس (حكم داعش) … أحسست بازدياد الحاجة لي في موطني.”
سهى عودة، صحفية فرت أيضاً من منزلها، باتجاه الموصل نحو السليمانية في عام 2014. تقول سهى عن هروبها: “في البداية عندما دخل داعش المدينة، لذت بالفرار، لذلك لم أستطع القيام بشيء. أنهكني الحزن، والإحباط والغضب. كان السكان يتساءلون ‘كيف حدث ذلك؟ ‘”.
تتابع سهى: “ولكوني امرأة، كان الوضع أسوأ نتيجة للشروط والقيود التي فرضها داعش. كان من الأفضل الفرار ومحاولة البقاء على قيد الحياة”. لم تكن العودة إلى الموصل بعد هزيمة داعش سهلة. كان من الصعب استيعاب انتهاء داعش، وكانت سهى، ككثيرين غيرها، لا تزال خائفة.
تقول سهى: “انتابتني الفرحة بالتأكيد، لكنني كنت في الوقت نفسه قلقة لأن تحرير المدينة كان على مرحلتين. وكان لدي أصدقاء وأقرباء في مناطق لم تتحرر بعد. بعد تحرير منطقتنا، احتفلنا في الشوارع، رغم الخوف من المجهول حول مستقبل مدينتنا.”
وعلى الرغم من استمرار التقدم الذي أحرزته الجهود المحلية والدولية، يستغرق الأمر وقتاً، وينبغي عدم نسيان محنة اللاجئين.