“لم يستطع هؤلاء الإطفال الاستمتاع بالحياة كما يجب” .. تعرفوا على الدكتورة ميسون التي تعمل على مساعدة الأطفال الذين عانوا من الصدمات خلال فترة داعش ليستطيعوا الخوض في مستقبل مشرق”

ميسون حسين حديدي هي طبيبة من الموصل. كان دافعها وطموحها لكي تساعد الأطفال ذوي الإعاقات قويين حتى قبيل احتلال داعش لبلدتها الأم.

“لم يستطع هؤلاء الإطفال الاستمتاع بالحياة كما يجب” .. تعرفوا على الدكتورة ميسون التي تعمل على مساعدة الأطفال الذين عانوا من الصدمات خلال فترة داعش ليستطيعوا الخوض في مستقبل مشرق.”

ميسون حسين حديدي هي طبيبة من الموصل. كان دافعها وطموحها لكي تساعد الأطفال ذوي الإعاقات قويين حتى قبيل احتلال داعش لبلدتها الأم.

وقد كانت هي نفسها تعاني من إعاقة أثناء نشأتها وكان حافزها دائماً أن تساعد الآخرين. لم تكن الموارد الطبية متاحة لدى العراق لمعالجة الطبيبة ميسون عندما كانت صغيرة، لذا اضطرت عائلتها إلى أخذها إلى دبي للعلاج، ممّا ألهمها إلى تقديم خدمات محلية للأطفال العراقيين.

إذ تسبب سقوطها عندما كانت صغيرة، مع التعقيدات التي أعقبت ذلك في إحداث مشاكل بدنية للطبيبة ميسون، لكنها حققت طموحها في إكمال الشهادة الطبية وركزت بعد ذلك على توفير الرعاية الطبية اللازمة للأطفال العراقيين حتى يتغلبوا على إعاقات التعلّم والمشاكل السلوكية.

تقول الطبيبة ميسون: “لقد أعطاني ذلك الدافع للتفكير بالمجتمع في المستقبل، بما في ذلك أولئك ذوي الاحتياجات الخاصة والإعاقات.”

ابتداءً من عام 2012، أنشأت مركزين علاجيين للأطفال في أربيل وكركوك، وقد كانت على مقربة من افتتاح مركز في الموصل عندما اجتاح داعش المدينة في عام 2014. وبالإضافة إلى إحباط خطتها في افتتاح المركز، كانت أيضاً معزولةً عن أهلها الذين بقوا في المدينة.

تقول الطبيبة ميسون واصفةً الآثار التي تركها احتلال داعش عليها: “انقطعت كافة وسائل التواصل مع عائلاتنا، وعانينا أيضاً من الخوف والرعب بشكل يومي. الحمد لله على انقضاء هذا الكابوس الآن.”

وخلال فترتي الاحتلال والتحرير، قَبِل مركزيها في أربيل وكركوك الأطفال ذوي العائلات المُهَجَّرَة الذين أُصِيبوا بالصدمة جرَّاء حكم داعش و استمرت هذه الحالات بالقدوم للمراكز بعد التحرير من داعش.

تقول الطبيبة ميسون: “يحتاج الأطفال هذه المرافق لمساعدتهم على التعافي من الأمراض، لا سيما في الظروف التي أعقبت التحرر من داعش، والتي كانت صعبة جداً.”

وفور تحرر الموصل، أرادت الطبيبة ميسون أن تنبري لدرء الآثار السلبية لاحتلال داعش على أطفال المدينة. وينصب معظم التركيز في مراكزها على الدعم والتعافي النفسي للأطفال من آثار قمع داعش النفسي وفكرهم الوحشي الذي أخضعوهم له.

تقول الطبيبة ميسون: “إنهم يتذكرون كيف كان ذلك. كانوا أطفالاً لم يعيشوا حياةً ملائمة. كانوا محبوسين داخل منازلهم ولم يستطيعوا الاستمتاع بالحياة في الخارج. كانوا محرومين من ذلك عندما كان داعش هنا. أما عقب التحرير، الحمد لله، هم يتمتعون الآن بحرية أكبر ويعيشون حياتهم كأطفالٍ عاديين.”

يشمل طاقم موظفيها أطباء نفسيين، أخصائيو علاج وخبراء نطق، والذين يركزون جهودهم حيثما كانت تقتضي الحاجة لمساعدة الأطفال المتضررين من داعش حتى يتجاوزوا الفترة التي سببت لهم الصدمة.

تقول الطبيبة ميسون: “نحاول إصلاح تفكيرهم، وأن نعلمهم أن يكونوا صالحين وأن ينظروا للمستقبل وأن يروا أن الحياة جميلة، على عكس فكر داعش المتطرف الذي يشجع على القتل وتدمير عقول الأطفال وآبائهم.”

تنبع رؤية الطبيبة ميسون من رغبتها في بناء الاستقرار والسلام في مجتمعها المحلي وهي متفانية لتلك الرؤية.

تقول الطبيبة ميسون: “أنظر لعملي في المجتمع على أنه عمل إنساني. إنَّ إعطاء الأمل للأطفال يساعدهم على الانتقال من مرحلة لأخرى، ويعطيهم الأمل حتى يتحولوا إلى أفراد نشطين في المجتمع، لهم دورهم ومساهمتهم.”

ترتكز فلسفتها بأكملها على هذا الدافع الإنساني الذي يدفع عملها من المراكز إلى المجتمع المحلي بأسره أيضاً.

تقول الطبيبة ميسون: “أنا أقدم رسالة إلى المجتمع كي يعمل بجدية حتى تحقيق السلام. من الجميل أن نجد السلام حولنا وداخلنا.”

نساء مُلهِمات هو سلسلة تعرض حياة عشرات النساء الرائعات، واصفة بالتفصيل تجاربهنَّ تحت حكم داعش وكيف مكّنَّ الآخرين منذ التحرير. تابعوا السلسلة على موقع تويتر باستخدام الوسم #نساء_ملهمات، أو شاهدوا قائمة التشغيل على يوتيوب.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك, يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد