أحد أهالي دير الزور يغتال مقاتلاً أجنبياً شائن السمعة، فيطارده جلاوزة داعش. في 20 كانون الأول\ ديسمبر في مدينة دير الزور فتح رجل النار على مقاتل داعشي من المغرب معروف بإساءته للأهالي، فأرداهه قتيلاً بسلاحه. تبع الأمر مطاردة للرجل في أرجاء المدينة، حيث قام مقاتلو داعش باعتقال العشرات الذين صدف وجودهم في سوق المدينة. المقاتل الداعشي المغدور قام بإهانة الرجل فقط لأنه كان يغطي وجهه بجمدانة (وشاح) ليحتمي من البرد. استشاط الرجل غضباً فخلَّص الداعشي من سلاحه وقتله في أرضه. رغم إجراءات البحث عن الرجل، حيث يشارك عدد هائل من الدواعش في مطاردته، إلا أنهم لم يستطيعوا الإمساك به ويُفاد بأن التوتر في أوجه في المدينة حتى بعد مرور يومين. رغم العقوبات الصارمة التي ردعت الكثيرين عن الوقوف في وجه داعش، إلا أن الضغط العسكري على التنظيم، معطوفاً بأمثلة الإساءة البادرة من مقاتليه، وبخاصة الأجانب منهم، فقد يؤدي هذا إلى مزيد من الهجمات على التنظيم كهذه الآنفة الذكر.
داعش يجبر المدنيين على إخلاء بيوتهم القريبة من مدينة الرقة. يوم 21 كانون الأول\ ديسمبر، أبلغ داعش الأهالي في القرى الواقعة شمال غرب مدينة الرقة بوجوب ترك منازلهم والانتقال إلى داخل المدينة خلال مدة 24 ساعة. جاء هذا الإعلان بعد إحراز القوات الكردية تقدماً كبيراً في المنطقة، حيث تفيد تقارير بأن داعش ستقوم الآن بتدمير وهدم هذه المنازل، حتى لا يبقى أي حافز اقتصادي بعد إخلائها. على الأرجح أن التنظيم يريد إبعاد الأهالي عن طريقه الآن حتى يشتبك بحرية مع قوات سوريا الديمقراطية والقوات الكردية المتحركة باتجاه الرقة، وفي الوقت ذاته تعزز من الدرع البشري الذي ستحتمي وراءه في مدينة الرقة منعاً لطيران التحالف من القصف الجوي.
داعش يكثف حملته ضد “المتعاطفين مع التحالف” والمهربين. عمدت داعش إلى القيام بعدد من الإعدامات العامة هذا الأسبوع ضد من اتهمتهم بالتعاون مع التحالف، وكذلك بحق أولئك الذين يسعون إلى تخليص المدنيين عبر تهريبهم من مناطق داعش. تفيد التقارير بأن داعش أعدمت ستة أشخاص بتهمة التجسس والتهريب (أحد الضحايا اتُّهم بأنه مهرب وجاسوس للتحالف في الوقت معاً، ولذلك تم صلبه) في كل من الرقة والطبقة والباب (وهي المدن التي تستهدفها هجمات التحالف حالياً). عدد الإعدامات قد زاد بشكل كبير مقارنة بالأسابيع الفائتة.
أفاد تقرير من داخل مدينة الطبقة بأن المآل وصل إلى درجة أنه حتى لو تم فقط الاشتباه بالتقاط صور لمقاتلي داعش أو إرسال إحداثيات مقرات داعش إلى قوات التحالف بات داعياً للإعدام والقتل.
هذه الزيادة في عدد الإعدامات العامة هو على الأرجح استجابة داعش للضغط العسكري الهائل على مراكز المدن، حيث أنهم يشتبكون الآن في كل من الباب والطبقة والرقة والموصل في الآن معاً. كما أن الهجمة على المهربين التي أعلنها داعش الأسبوع الفائت هي على الأرجح ذات صلة بذات الموضوع حيث يود التنظيم الحد من تدفق المدنيين خارج مناطق سيطرته، ربما لأنه يخاف من أن تتحول هذه المدن إلى مناطق اشتباك. مع خضوع التنظيم للضغط المستمر، فإنه على الأرجح سيصعِّد من عدد الإعدامات العامة وإضفاء المزيد من الدرامية عليها (كما رأينا في صلب أحد الضحايا بداية هذا الأسبوع) للجرائم التي تحدثنا عنها وأخرى قد يعلنها التنظيم، خاصة بما أن هذه واحدة من الاستراتيجيات القليلة التي يعرفها داعش لمنع الأهالي في مناطق سيطرته من اتباع هذا السلوك.
تضيف داعش 50% على كلفة الخدمات في محافظة الرقة. في 18 كانون الأول\ ديسمبر، رفعت داعش الضرائب في محافظة الرقة على الخدمات العامة مثل الكهرباء والماء من 6 دراهم في الشهر إلى 9 دراهم (أي ما يعادل قرابة 39 جنيه استرليني). نظراً لتاريخ التنظيم في نهب المناطق التي يتوقع خسارتها وجهوده المستمرة في زيادة عائداته الداخلية، هذه التغيرات في سياسة الجباية والضرائب متوقعة في الأجلين القصير والمتوسط حيثما يتعرض التنظيم لمواجهة وصِدام مع التحالف.