يجمع منتدى ومقهى الكتاب القريب من جامعة الموصل في العراق الزوار بكافة شرائحهم، وخاصة الطلاب، يجلسون هناك للحديث والقراءة وتدخين الشيشة، وقال الحارث حسين -وهو المهندس الذي افتتح المقهى بشراكة زميله فهد صلاح- إن “هناك حاجة إلى مكان مثل هذا في الموصل”، مضيفًا في تصريحات نقلها موقع (المونيتور) أنه “لم يكن هناك مكان يجمع كلا الجنسين، حيث يمكن للرجال والنساء الجلوس في نفس المكان وقراءة الكتب أيضاً”.
وجاءت فكرة تأسيس هذا المنتدى بعد أن تم تحرير الموصل من تنظيم داعش، وأكد حسين أنه يحاول شفاء جروح الحرب، وتابع: “عندما أفكر في الذكريات السيئة للحرب والاحتلال، أشعر بالحزن، لقد نجونا من المعارك…عندما حررت القوات العراقية منطقتنا، أمضيت وقتي في دفن الجثث”، وعقّب بالقول: “الآن، أريد أن أقرأ الكتب فحسب”.
وتدير المنتدى رؤى المعماري، وهي شابة تدرس الماجستير في الزراعة، كما يعمل في المقهى والمكتبة خمسة أشخاص، عبر مناوبات تمتد من الساعة 9 صباحًا حتى الساعة 10 مساءً، باستثناء يوم الجمعة إذ يكون المقهى مغلقًا حتى الساعة 3 مساءً. ووفق الموقع، فإنه يأتي العديد من طلاب الجامعات إلى المقهى للدراسة من أجل امتحاناتهم ولقاء أساتذتهم.
إذا ما دخلت إلى المقهى، تجد على جدرانه صورًا قديمة للموصل (تعود إلى ثلاثينات القرن الماضي)، ويمكنك رؤية صور شعراء وكتاب تزين الجدران، فمثلًا تجد صور كل من الشاعر العربي المشهور المتنبي، والشاعر الفلسطيني محمود درويش على نفس الجدار، كما لا يفوتك مشاهدة صور الروائي الروسي الشهير فيودور دوستويفسكي، بجانبهما.
وتمتلئ رفوف المكتبة بآلاف الروايات العربية، وكتب الشعر، وروائع الماضي، بالإضافة إلى الأدب الفرنسي والإنجليزي والإسباني والروسي، هناك يمكن للزوار شراء الشاي والقهوة والعصائر وطلب البيتزا والسلطات والسندويشات من مقهى قريب والاستمتاع بالوجبات أثناء القراءة.
ويقول حسين: “لقد أحضرنا جميع كتبنا هنا، اشترينا كتبًا أخرى، والبعض تبرع به أصدقاء من جميع أنحاء العراق وفي الخارج”، مضيفًا: “لدينا ما يقرب من 4 آلاف كتاب، من فرنسا تلقينا تبرعًا بحجم 300 كتاب”، كما أشار إلى أن “منتدى الكتاب على اتصال مع المكتبات في شارع المتنبي الشهير في بغداد ودور النشر الرئيسية في البلاد، عندما تُطبع كتب جديدة، نتلقى نسخاً منها”.
وينظم منتدى الكتاب عروضاً من عزف العود، وأمسيات شعرية، كما يشارك المقهى في معارض الكتب، ويشجع الكتاب على نشر نصوصهم، ويتم عرض الكتب الجديدة للجمهور مع حفل إطلاق، حيث يحكي المؤلفون قصتهم ويقرؤون من كتابهم. هذا ويحتضن المقهى أيضا لقاءات مع نشطاء المجتمع المدني الشباب الذين ينظمون ورش عمل وأنشطة لبناء السلام في المنطقة.