وأضاف أن “ضعف المعرفة بالآخر يتسبب في غياب الحوار معه ومن ثم رفض الآخر بناء على صورة نمطية تم توريثها بالرواية الاجتماعية أو بوسائل الإعلام، وهو أمر قاد بشكل طبيعي الى زيادة خطاب الكراهية الذي يعد مقدمة لأي عملية عنف أهلي وحرب أهلية وزيادة حدة التقاطعات في المجتمع الواحد”، منوهًا إلى أنه “لا يمكن تغييب العامل السياسي وأثره السلبي في تعميق الخلافات و الاصطفافات الحادة في العراق”.
ويرى التقرير أن “البحث في طبيعة مستلزمات واحتياجات التعايش، يستدعي أولا معرفة العوامل السياسية والاقتصادية والثقافية، فضلا عن مقدماتها التعليمية التي تسعى لبناء جيل جديد بعيدا عن ما تم طحنه في عقولهم سواء قبل مرحلة احتلال داعش أو أثناءها، من زيادة حدة الانقسام والتأثيرات السلبية التي تجلت آثارها في برامج التعليم ولا سيما تعليم النشيء في المدارس بأن وجود التنوع بجميع اشكاله عامل قوة وازدهار للموصل ونينوى وليس عامل تفرقة”.
وتابع أن “الترابط الشبكي النسيجي للمجتمع الذي يشكل كل طرف فيه بمثابة الارتكاز للطرف الآخر -وهي بمثابة لعبة شبكة الخيوط التي تعزز من فكرة العمل بين الافراد المختلفين في ثقافاتهم وانتماءاتهم- هو امر تحتاجه الموصل بعد أن نكثت فيها خيوط التعايش وفككت أواصر التعاون المجتمعي بخطاب الكراهية المتبادل وغاب الحوار نتيجة غياب التعليم وتسرب التلاميذ من المدارس والجامعات”.
الموقع أشار إلى أن عدة جهات في الموصل تعمل “لمنع تكرار مأساة الألف يوم التي عاشتها الموصل في ظل احتلال داعش، وتلك مسألة شكلت موضع اهتمام من عدة جهات محلية ودولية عبر برامج دولية أسهمت في الحد من نسبة الأمية والقضاء على التسرب المدرسي ليس عبر البرامج التي يضعها صناع القرار في المكاتب، وإنما عبر استنفار الجهود المجتمعية”.
وتابع أن هذا “سيساعد في رغبة الحفاظ على نجاح في البرامج التعليمية وعدم السعي إلى تدميرها من جديد، إذ إنه كلما ساعدت الطاقات المجمعية بكل فئاتها وشرائحها في وضع البرامج الخاصة بها كلما ازدادت إرادتها في الحفاظ على منجزاتها”.
كما عدّ التقرير أن هذه الأعمال هي “رسائل تبعث لتنمية ثقافة المساهمة والمشاركة بعيدًا عن التحدي والتصدي، التي أعاقت بشكل كبير جهود التنمية العلمية وأفرزت أجيال وطوابير الأمية وعدم وجود فرص التعليم بالتساوي”.
ووفق التقرير فإنه “يقوم بتنفيذها المجلس الثقافي البريطاني بالتعاون مع مؤسسة الايثار وائتلاف من المنظمات المحلية في الموصل وغيرها من المحافظات، الغاية الأساسية منها تنمية قدرات العاملين في المجال التربوي وإسنادهم من العاملين في المجال التطوعي، ولجعل ميدان تطبيق برامج التعليم في المدارس لتنمية المجال الابداعي وتنمية الميول الإبداعية، لخلق اجيال قادرة على الحوار وبناء الثقة والتي تعتبر نفسها انها جزء من هذا المجتمع وليس فوقه او تحته. وبعيدا عن ثقافة التلقي أو التلقين، والاستفادة من تجارب تحدي الذات بالوصول الى حالات أسهم التعليم في انقاذها من أوضاعها المأساوية من تخلف وبطالة وانتشار منظمات الجريمة والإرهاب علاوة على انتشار العنف الاجتماعي”.