حيث حصل هؤلاء المؤثرين على التدريب حول كيفية التعامل مع ضغوط ما بعد الصدمة التي يسببها تنظيم داعش وكيفية نشر ثقافة التسامح ونبذ العنف إضافة لتعزيز مبدأ السلام المدني ومنع أي أعمال انتقامية قد تحدث في المدن المحررة. ومن المخطط أن يجري هؤلاء المؤثرين المتدربين مناقشاتهم المجتمعية لزيادة نشر هذه الأفكار داخل مناطقهم المحلية. كما أن نجاح المشروع في الأنبار سمح بإطلاقه من جديد في نينوى.
وقالت ذكرى سرسم مديرة مشروع نحن العراق “تهدف الحملة لبناء مرحلة جديدة بعد نهاية الحرب على التطرف والإرهاب لتجاوز ما حدث. والأهم من ذلك، أنها تهدف لترسيخ مبدأ السلام المدني ونبذ العنف”.
كما يحمل المدربون جنسيات مختلفة، ما يتيح للمتدربين مجموعة متنوعة للتعلم منها. وتستهدف الحملة جميع قطاعات المجتمع، لا سيما تلك التي تحمل أفكارًا يبدو أنها تتعارض مع مبادئ التسامح والتعايش السلمي، أو تلك المتأثرة بأفكار تنظيم داعش.
وعلّق قيس العسافي أمير قبيلة الدوليم خلال جلسة نقاش بإدارة منظمة برج بابل في الرمادي “من المهم للغاية رفع الوعي حيال نبذ روح الثأر والانتقام وتقبّل جميع ضحايا تنظيم داعش الإرهابي بما في ذلك عائلات أفراد التنظيم لأنهم ضحايا أيضًا”.
فيما يشكل العمل مع ما يسمى “أسر داعش” لمساعدتهم على العودة إلى ديارهم أحد المجالات الرئيسية للعمل. ويعمل المستفيدون من التدريب على ضمان احترام حقوق الإنسان والحرية الفردية في الأنبار ونينوى كما يركزّون على تعزيز القبول والإدماج، وخاصة بالنسبة لأولئك المهمشين في المجتمع.
كما تتعرض الأسر التي كان أحد أفرادها عضوًا في تنظيم داعش لخطر الإقصاء من المجتمع، لذلك يعمل المشروع على دعم إعادة دمجهم بالمجتمع بعد تأكيدهم على عدم المشاركة في جرائم تنظيم داعش. حيث يشجع المدربون المجتمعات على عدم معاملة هذه الأسر بمثابة المجرمين.
وأضاف العسافي “هذا في حد ذاته ركنًا مهمًا في تحقيق السلام المدني في المدن والمحافظات المحررة”.
كما أيد العسافي خلال المناقشات المجتمعية المواضيع الداعمة للإجراءات الواجب على المجتمع اتخاذها لضمان عدم عودة تنظيم داعش أو ظهور أي منظمات إرهابية أخرى في المستقبل.
تتناول المناقشات مسائل مثل أفضل السبل للعمل معًا لمكافحة الفساد وللحد من التحريض الديني والسياسي فضلًا عن كيفية مواجهة البطالة – وخاصة بالنسبة للشباب.
وذكر أنه من المهم أيضًا إيجاد مراكز أو مناطق حيث يجري فيها أنشطة تعليمية وثقافية وفكرية لتعزيز المبادئ المذكورة أعلاه ولتشجيع المجتمع الأوسع على الحضور.
قال الصحافي نبيل عزمي، أحد أعضاء حملة “نحن العراق” أنه يركز جلساته الحوارية على أهمية معالجة مسائل مثل غياب سيادة القانون وتهميش بعض فئات المجتمع وغياب العدالة وأعمال الثأر القبلية وآثارها وانعدام الثقة في بعض الأجهزة الأمنية وغيرها.
حيث علق على ذلك قائلًا “نركز في الجلسات الحوارية على المسائل التي من شأنها إعاقة حملتنا”.
تبرز المخاوف على الصعيد الوطني بشدّة مثل غياب سيادة القانون والعدالة والفساد الإداري والمالي أو انتشار البطالة على نطاق واسع، إلا أن مخاوف محليّة تبرز أيضًا مثل العقوبات والعدالة القبلية وانتشار الأسلحة خارج سيطرة الحكومة وتعنّت السكّان حيال السماح بعودة العائلات النازحة، لا سيما المرتبطة بتنظيم داعش.
أمل صقر – بغداد