في أواسط نيسان\ أبريل، هرب عدد كبير من العائلات من مدينة الرقة متجهين شرقاً، فيما يبدو إلى محافظة دير الزور وضواحيها. معظم هذه العائلات جاءت من الأطراف الشمالية للرقة، حيث الاشتباكات مع قوات سوريا الديمقراطية تشكل التهديد الأكبر. يوقف داعش عادةً أي شخص يحاول الهرب من مناطقها، حيث ينجح التنظيم أحياناً في إيقاف الناس من الهرب.
قام داعش بنصب الحواجز في الشوارع الرئيسية والثانوية وحتى في الأحياء المكتظة بالناس، إما لفرض سيطرتها أو لإيقاف الناس من الهرب. أيضاً في 22 نيسان\ أبريل، أغلق داعش ثلاثة شرايين رئيسية في جنوب الرقة: الجسر، والجديد والمعامل، حيث أعلن التنظيم رسمياً أنه أغلق هذه الأحياء نظراً “للخطر على المدنيين من الضربات الجوية”. ربما قد يكون بعض الأمراء في داعش قلقين فعلاً على حياة المدنيين، لكن التنظيم عموماً يستخدم حالات موت المدنيين لأغراض البروباغاندا، وأحياناً يضع الناس عمداً في أماكن الخطر عبر تجميعهم حول المناطق العسكرية التي قد يتم استهدافها. وهكذا فإن التنظيم سيستخدم الغارات الجوية على الأرجح كعذر لإبقاء المدنيين في الرقة عبر إغلاق الشوارع والمخارج الرئيسية للمدينة. رغم هذه التطورات، يبدو أن المشكلة الأكبر هي إنشاء حصن في محافظة دير الزور، والذي قد يصبح آخر معاقل التنظيم في سوريا كلها.
داعش تستغل تدفق النازحين خارج الطبقة للسطو على بيوت الأهالي
في الشهر الماضي صادر داعش بيوت الأهالي الذين هربوا حديثاً من مدينة الطبقة بسبب الاشتباكات. في حين أن التنظيم لا يستطيع الاستفادة من هذه البيوت تجارياً، فإنه على الأرجح سيحولها إلى مراكز عمليات لشن الهجمات وقتال الشوارع الذي يُتوَقَّع أن يحدث في المدينة. مع استمرار الناس بالهرب، فإن داعش سيستمر على الأرجح باتباع نفس الأسلوب حتى يشتت جهود جمع المعلومات عن المواقع العسكرية الواجب استهدافها في المدينة. ويؤكد هذه النزعة ربما حقيقة أن داعش قد أمر السكان مؤخراً بالبقاء في بيوتهم عبر إعلان جزء كبير من غربي الطبقة منطقةً عسكرية.