تحتوي تقارير الاستجواب التي رفعت عنها السرية اليوم والمستمدة من استجوابات أجريت مع زعيم تنظيم داعش الحالي في عام 2008 على معلومات عن اهتمام الباحثين والصحفيين على حد سواء. حيث تقدم المزيد من التفاصيل حول إلى أي مدى قدم المولى تقارير عن أبو قسورة، الذي كان آنذاك ثاني أكبر زعيم في تنظيم داعش في العراق. كما أنها توفر نظرة ثاقبة على علاقات المولى الشخصية داخل الحركة، بدءًا من إدانته لمنافسيه “المتعطشين للسلطة”، إلى المقاتل السعودي الأجنبي الذي اشتكى من “ترهيبه”.
بالنسبة إلى دعاة تنظيم داعش، فإن عددًا من التقارير الواردة في هذه الدفعة الجديدة ستخلق انزعاجًا بشكل خاص. وتكشف هذه التقارير أن المولى قد تطوع على وجه التحديد بتقديم معلومات عن مكتب الموصل لما يُعرف باسم “مؤسسة الفرقان الإعلامية” – الذراع الدعائية الأبرز المسؤولة عن إصدار بيانات قيادة تنظيم داعش.
كانت مجموعة الفرقان هي التي أطلقت خطابات أمير داعش السابق البغدادي، وهي التي أعلنت في أواخر عام 2019 عن هوية زعيمها الجديد. الفرقان هي أقدم علامة في ترسانة دعاية الدعائية، ويعود تاريخ تأسيسها إلى شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2006، ما يجعلها المؤسسة الإعلامية “الأصلية” لتنظيم داعش. إلى جانب الخطب الصوتية التي ألقاها قادة ومتحدثون باسم تنظيم داعش وما سبقه، تضمنت الاصدارات مقاطع فيديو مروعة تصور أعمال قتل وحشية.
تُظهر وثائق عام 2008 التي تم الكشف عنها حديثًا أن المولى قدم للمحققين معلومات مستفيضة عن عملية دعاية مجموعة الفرقان في الموصل، بما في ذلك أفرادها (ولا سيما زعيمها الإقليمي المعروف باسم حكيم) وتحركاتهم وحتى المركبات التي قادوها. وكشف عن الغطاء الساخر المقيت الذي عملت تحته المجموعة الدعائية، حيث قال لمستجوبه “يوجد لافتة فوق المكتب تقول “فيديوهات زفاف” لكن المكتب لا ينتج أي فيديوهات زفاف”.
خلال الاستجوابات، أقر المولى أيضًا بأن مجموعة الفرقان كذبت في دعايتها، حيث قال للمحققين إن “المكتب الإعلامي سيصدر بيانًا يتهرب فيه من المسؤولية عند مهاجمة مبنى أو مناطق معينة ويلقي باللوم في الهجوم على الآخرين”.
من غير المعروف تأثير إصدار هذه الأوراق على علاقة المولى الشخصية بفريقه الدعائي الكبير. ومع ذلك، من الملاحظ أنه في الأشهر الثمانية عشر منذ توليه القيادة، لم تصدر مجموعة الفرقان بعد بيانًا واحدًا لزعيم تنظيم داعش.