بعد تحرير الموصل من داعش على يد القوات العراقية المدعومة من قوات التحالف الدولي عام 2017، تنفس سكان الموصل وتحديداً النساء الصعداء بعد سنوات من قمع داعش. النساء اللواتي مُنِعن من العمل أو الاختلاط بالرجال في الأماكن العامة أو حتى الذهاب إلى المدرسة تحت سيطرة داعش، يستعدن حريتهن وإرادتهن بعد التحرير. دانيا سالم، هي مهندسة زراعية هربت من قمع داعش في الموصل وانتقلت إلى أربيل حيث عملت في محل لبيع الزهور، واكتشفت شغفها الجديد. بعد التحرير، عادت دانيا إلى الموصل حيث استخدمت خبرتها ومعرفتها لفتح أول وأكبر محل لبيع الزهور في الموصل.
كانت أربيل بالنسبة لدانيا المكان الذي عثرت فيه على الأمل حيث وجدت شغفها الحقيقي. تقول دانيا “ذهبت لشراء الزهور لأمي في عيد ميلادها وكنت متحمسة للغاية وبدأت في التقاط الصور للزهور في المتجر”. لاحظ صاحب المتجر حماسي وقال إنه يمكنني العمل إذا أردت، وقبلت في الحال”.
صمدت نساء الموصل في مواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية والنفسية وساهمن في إعادة إعمار الموصل. عندما عادت دانيا إلى الموصل لتفتح مشروعها الخاص، لم تتلق الدعم الكافي من الناس الذين حولها. وقالت دانيا إن هذا يعود بشكل أساسي إلى الأثر المتبقي لوجود داعش وإلى الطريقة التي تنظر فيها المجتمعات المحافظة إلى دور المرأة في المجتمع. ومع ذلك، فإن إرادة دانيا القوية والمثابرة بدعم من زوجها مكّنتها من النجاح. نما طموح دانيا ليمنح النساء اللواتي يتمتعن بنفس الشغف فرصة لبناء مهاراتهن والعمل في متجرها. وعرضت فرص عمل على العديد من النساء اللاتي يمكنهن التعلم وكسب المال في نفس الوقت. كما خصصت قسمًا في المتجر لبيع وترويج المصنوعات اليدوية النسائية.
يؤكد محمد، زوج دانيا، على أهمية دور المرأة بعد التحرير ويقول “يخرج المزيد من النساء للعمل ولديهن القوة اللازمة لعيش حياتهن”. تعرب دانيا عن امتنانها لدعم محمد وكلمات التشجيع التي تتلقاها من زبائنها. قالت دانيا “كان الكثير من الناس يتوقفون ليلقوا التحية. لا يريدون شراء أي شيء، لكنهم يقولون فقط إننا رأيناك على فيس بوك ونحن فخورون بك”.
بعد ثلاث سنوات من التحرير وزيادة الاستقرار، أصبحت نساء الموصل قادرة على التحكم بحياتهن. فباتت النساء تساهم في جهود إعادة بناء المدينة وتدير الشركات والمبادرات المحلية ويدعمن مجتمعاتهن معنويًا ومادياً.