في قرية أبو قبيع غرب مدينة الرقة، حيث تستقر ٢٠٠ عائلةٍ في مساكن أشبه بالمخيمات. انطلقت مبادرة تقودها منظمة دوز المحلية بهدف مساعدة الأطفال على تلقي تعليمهم عن بعد، عقب تعليق الدروس في مدرسة القرية بسبب جائحة كورونا. فالأطفال في هذه المنطقة حرموا من التعليم لفترة طويلة، تقول إحدى أمهات الطلاب المستفيدين من المشروع، مشيرةً إلى أن المشروع يعود بالفائدة عليهم.
مشروع التعليم التعويضي، هو الإسم الذي أطلق على هذه المبادرة من قبل منظمة دوز، بهدف تعويض الأطفال الخسائر التي يمكن أن تسببها الأزمة على مسيرة الأطفال التعليمية. وهي نبذة عن إصرار أهالي الرقة على تجاوز الأزمات، ومنها أزمة كورونا اليوم، بشتى الوسائل الممكنة وبما لا يؤثر على مستقبل الأطفال.
فبإمكانات متواضعة ومن دون تعقيدات على الطلاب وأهاليهم، تداعى ١٠ من المعلمين والمعلمات في المنطقة إلى تحضير الدروس المطلوبة في مادتي اللغة العربية والرياضيات، لحوالي ١٣٥ من الطلاب والطالبات من المرحلة الإبتدائية في القرية. على شكل فيديوهات وعروض تقديمية يتم تحضيرها مسبقاً، ترسل الدروس عبر تطبيق الواتساب إلى مجموعات الطلاب الخاصة بكل صف.
تسعى إدارة المشروع إلى ربط الطلاب بالنظام التعليمي قدر الإمكان ولو عن بعد، إذ يلتزم الطلاب بدوام يومي وفق مواعيد محددة من أجل إنهاء دروسهم وواجباتهم. وفي الوقت ذاته يشير نورس الحمود، أحد المدرسين ضمن المشروع، إلى أنهم يسعون إلى تقصير مدة الدروس قدر الإمكان أخذاً بعين الإعتبار ظروف كل طالب ومدى توفر خدمة الإنترنت كما يجب.
ويتعاون الطلاب بين بعضهم البعض لتعم الفائدة على أكبر عدد من الطلاب المستهدفين. فمن لا يملك هاتفاً أو لا يستطيع الحصول على الدروس، يحصل عليها من صديقه، وفق ما يؤكد مدير المشروع أحمد شيخو.
هي ليست المرة الأولى التي تصطدم الدورة التعليمية للطلاب في الرقة بالأزمات. فقبل ذلك كان فترة حكم تنظيم داعش التي ألغت كل صور التعليم التي كانت موجودة. فالمدارس بمعظمها جرى إغلاقها وتحويل بعضها إلى مراكز لنشر الفكر المتطرف. فُرِضَ التعليم الديني فقط على الطلاب ومنعت دراسة العلوم والفنون. لكن بعد 3 سنوات من تحرير المدينة من داعش، أعيد افتتاح ما لا يقل عن ٢٨٠ مدرسة في عموم محافظة الرقة، لتنشط فيها الحركة التعليمية شيئاً فشيئاً. واليوم أيضاً، يترقب الطلاب انتهاء هذه الأزمة الصحية ليعودوا من جديد إلى مقاعد دراستهم وصفوفهم.