تنقل التقارير الإعلامية للجمهور الأوسع الأخبار حول الإرهاب، لكنها غالباً ما تركز على صورة الوحشية والعنف. وبما أن التقارير الإعلامية هي المصدر الوحيد تقريباً للمعرفة العامة حول الإرهاب، هذا يجعل من الصحافة المسؤولة أمراً بالغ الأهمية.
يمكن لأنواع وسائل الإعلام التي يستهلكها الناس أو لطريقة استجابتهم لرسائل الإعلام أن تزيد من إحساسهم بالخوف. إن أنواع الإعلام التي تتطلب تفاعلا نشطاً – مثل تصفح مواقع الكترونية أو قراءة الصحف – قد تزيد من خوف الناس من الإرهاب إلى الحد الأقصى.
قد يؤثر الخوف من الإرهاب على المواطنين نفسياً، وقد يؤثر على مواقفهم نحوم سياسات مكافحة الإرهاب التي تقدمها حكوماتهم. وتشير الدلائل على أنه من المرجح أكثر أن يدعم العوام سياساتٍ أكثر صرامة في حال خوفهم من جريمة معينة. لذلك من الهام جداً معرفة ومعالجة كيفية جعل الخوف من الإرهاب مثيراً والمبالغة فيه في الخطاب العام.
إجراء البحث حول كيفية زيادة التقارير الإعلامية للخوف
اختبر بحثنا الذي شمل أكثر من 4000 شخص كيفية تأثير التعرض لمصادر إعلامية مختلفة (بما في ذلك الصحف والإذاعة والتلفزيون) وكمية المعلومات الإعلامية المستهلكة على الخوف من الإرهاب.
النتائج الرئيسية
عندما يتلقى المشاركون معلومات من مصادر إعلاميه متعددة، من المرجح ان يخافوا من الإرهاب. وهذا صحيح أيضا عندما تنشر نفس الوسيلة الإعلامية الأخبار عبر منصات متعددة (على الإنترنت، والتلفزيون، والمطبوعات). وهذا يؤكد ان جميع المنابر الإعلامية تتحمل مسؤولية النقل الدقيق للأحداث دون التحريض على الخوف أو الذعر.
ومع ذلك، ليست كل المصادر الإعلامية مرتبطة بالخوف بشكل متساوٍ. في بحثنا، كان الخوف أعلى بين أولئك الذين وصلوا إلى مصادر إعلامية قاموا بجهد كي يصلوا إليها. ويشمل ذلك الإنترنت والمنشورات الحكومية والصحف، حيث يختار الناس ما يقرؤون. بينما كان للإذاعة والتلفزيون، والتي يمكن استهلاكهما بشكل أكثر سلبية، تأثير أقل دراماتيكية.
غالبا ما يعمل السعي المتعمد للحصول على المعلومات على تأكيد ما يعرفه الشخص حول موضوع ما. وتوحي مشكله تحيز التثبت بان الشخص الذي يخشى بالفعل من الإرهاب، من المرجح ان يبحث عن معلومات اضافية تجعله يخاف منه أكثر.
يعد نشر المعلومات الدقيقة أمرًا مهمًا في كل الصحافة، ولكن يشير هذا الاستنتاج إلى أن هناك حاجة خاصة له على المنصات التي تتطلب مشاركة نشطة. يجب أن يكون الجمهور الذي يبحث عن المعلومات قادرًا على العثور على المصادر التي يمكنها ان تشكل وتتحدى وجهات نظرهم بشكل مثمر.
وهذا مهم بغض النظر عن مدى معرفة العوام بالإرهاب قبل استهلاك المحتوى. وحتى في الحالات التي يكون فيها المشاركون أكثر إلماما بالإرهاب، كان خوفهم مرتفعاً أيضاً. وتشير البحوث السابقة إلى ان الخوف يمكن ان ينخفض عندما يعرف المواطنون المزيد من المعلومات حول هذا الموضوع. ومع ذلك، يشير بحثنا إلى ان إغراق الناس بكمية كبيرة من الاخبار عن الجماعات الإرهابية والهجمات قد يزيد الخوف من الإرهاب في الواقع.
إلى أين نتجه من هنا
الصحفيون ملزمون بمجموعة من المبادئ التي توجه سلوكهم المهني. إن الحصول على الحقيقة، والولاء للصالح العام، والتحقق من المعلومات، وإظهار الاستقلال والنزاهة، والحفاظ على التناسب وتجنب الإثارة، هي من بين بعض العناصر الأساسية للممارسة الصحفية المناسبة. وتعزز العلاقة بين الإعلام والخوف من أهمية هذه العناصر.
مع الأسف، قد تفوق الرغبة في جذب الجماهير الحاجة إلى تغطية واقعية مناسبة. على سبيل المثال، وصفت صحيفة ذا سن مهاجم ويستمنستر بريدج 2017 بأنه “المجنون الذي طعن بريطانيا في قلبها”. وقبل ذلك بثلاث سنوات، وصفت صحيفة الديلي تلغراف بسرعة حصار سيدني بأنه “هجوم عبدة الموت على الحي التجاري المركزي”، عندما كانت الظروف المحيطة بالحصار لا تزال غامضة.
يؤكد فهم الروابط بين التقارير الإعلامية والخوف من الإرهاب أن العناوين الرئيسية كهذه ليست مفيدة. وليس من المرجح ان تخلق الخوف المفرط فحسب، بل قد تكون لها أيضا تشعبات عملية. وخلال الاحداث الإرهابية وبعدها، من المرجح ان تسهم ردود فعل العوام الهادئة والمدروسة (على سبيل المثال، إذا كانت هناك حاجة إلى عمليات إجلاء) في السلامة العامة. وقد تساهم التقارير الصادمة بخدمة أهداف الجماعات الإرهابية التي تزدهر على الدعاية والخوف الذي تولده.
ان إعلام العامة بدقة دون جعل الجريمة مثيرة أمر مهم لجميع أنواع الصحافة، ولكن بشكل خاص في بيئة الأمن القومي.
المؤهلات:
هارلي ويليامسن، كلية علم الإجرام والعدالة الجنائية / معهد جريفيث لعلم الإجرام، جامعة جريفيث
الاهتمامات البحثية: الإرهاب؛ ضبط الأمن مكافحة الإرهاب؛ عمليات الهوية الاجتماعية؛ تهديد الهوية؛ الإعلام والإرهاب.
سوزانا في، كلية العلوم الاجتماعية، جامعة كوينزلاند
الاهتمامات البحثية: تنظيم تداول الأسلحة النارية وتصورات العنف والعرق والطبقية الاثنية في نظام العدالة الجنائية
توبي مايلز-جونسن، كلية العدل، جامعة كوينزلاند للتقنية
الاهتمامات البحثية: الشرطة وضبط الأمن وجماعات الأقليات والتنوع والإدماج وعنف الشريك الحميم