ماذا يعني لك اليوم العالمي لحرية الصحافة؟
“الحرية هي كل شيء. قد يعطونك كل شيء ويأخذون منك حريتك، فتكون حينها قد خسرت كل شيء”. هذا ما قاله لي أستاذي في أيامي الأولى في الجامعة. ومنذ ذلك الحين، عملت على أن أضمن حماية حريتي وأن أُحسن ممارستها.
اليوم العالمي لحرية الصحافة يعني لي أن العالم يقر بأهمية الكلمة الحرة التي يقولها الصحفيون والعلماء والمؤرخون… ويجعلنا نشعر أن حريتنا مصونة وأن هناك من يسمعنا. حين تدرك أن هناك من يسمعك، تشعر بقيمة حريتك. وبما أني عشت تحت حكم الدكتاتورية والإرهاب، فلا يوجد ما هو أهم عندي من الحرية.
ما هي برأيك التحديات التي فرضها وباء كوفيد-١٩ على الصحافة؟
لقد جعل كوفيد-١٩ عالم الصحافة أكثر خطراً مع انتشار المعلومات المضللة حول العالم. لكن الصحفيين لعبوا دوراً هاماً في إيصال المعلومات الدقيقة إلى العالم. إن تقديمهم للأخبار الدقيقة والموثوقة قد ساعد على إنقاذ حياة الناس. لكن في الوقت نفسه، واجه كثير من الصحفيين في البلدان التي تفرض قيوداً على الحريات مستويات غير مسبوقة من المراقبة والقمع. يجب على العالم أن يجعل حرية الصحافة قيمة عالمية بحيث يشعر كل صحفي بالأمان وهو يقوم بعمله.
لماذا تعتقد أن نقل المعلومات الدقيقة مهم للصالح العام؟
المعلومات الدقيقة يمكن أن تنقذ حياة الناس. لقد خبِرت ذلك بنفسي خلال احتلال داعش وخلال معركة تحرير الموصل. المعلومات التي قدمتُها ساهمت في إنقاذ حياة الناس. واليوم ونحن نتعافى من آثار حكم داعش الوحشي، تساعد تغطية هذا التعافي على منح الأمل للناس الذين عانوا من ظروف نفسية عصيبة للغاية، كما تمنحهم الثقة بقدرتهم على المساهمة الإيجابية في بناء مستقبل أفضل.
هل يمكن أن توضح أهمية دور المواطنين الصحفيين في نقل قصص مجتمعاتهم؟
أثبتت المبادرات المحلية لمواجهة الإرهاب أنها أكثر فعالية وتأثيراً. فهذه المبادرات يمكنها أن تكسر احتكار “الدولة الإسلامية” للسردية التاريخية والدينية، ولذلك دور مهم في محاربة الإرهاب على المدى الطويل. أما فيما يتعلق بالتهديدات المباشرة، فالمبادرات المحلية على وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن تقدم معلومات فورية موجهة إلى جمهور في منطقة جغرافية محددة وأن تقدم مواد مرئية تساعد الناس على فهم حركة الإرهاب بهدف تحسين الاستراتيجيات الوقائية.
ما هي برأيك القضية الأكثر إلحاحاً في مجال الصحافة التي ينبغي التركيز عليها اليوم؟
ينبغي التركيز على قصص الصحفيين الذين خسروا حياتهم وهم يحاولون نقل الحقيقة إلينا. ومن الضروري أيضاً تذكير العالم بأن تعزيز حماية حرية الصحافة ستجعل العالم مكاناً أفضل. أريد أيضاً أن أقول لكل مواطن صحفي في الموصل وحول العالم: لتكن لديك الثقة بما تفعله، فعملك يترك أثراً ونحن نستمع إليك.