في كانون الأول/ديسمبر 2021، بعد أربعة أعوام من هزيمة تنظيم داعش الإقليمية، تحولت مهمة التحالف الدولي القتالية إلى أخرى استشارية. وبموجب هذا الدور الجديد، سوف يوفِّر التحالف المشورة، والمساعدة لقوات الأمن العراقية، بما في ذلك البيشمركة، وسوف يمكنها من إكمال مهمتها في تخليص البلاد من فلول تنظيم داعش.
وطوال الحملة، قدمت قوات التحالف الدعم الجوي الحيوي والاستخبارات والتدريب، في حين ” قاتلت قوات الأمن العراقية في ساحات المعارك وقدمت التضحيات،” بحسب اللواء تحسين الخفاجي، الناطق الرسمي باسم قيادة العمليات المشتركة لقوات الأمن العراقية (JOC).
ومنذ أن حررت قوات الأمن العراقية الأراضي العراقية من تنظيم داعش في عام 2017، دربت قوات التحالف وجهَّزت وقدَّمت الدعم العملياتي لقوات الأمن العراقية والبيشمركة، مما ساعدهم على إذكاء ثقتهم بأنفسهم وتطوير قدرات عملياتية جديدة. وإثر دعوة حكومة العراق للبقاء في البلاد للاضطلاع بالدور الجديد للتحالف المتمثل في البعثة الاستشارية، تم تسليم جميع القواعد العسكرية السابقة للتحالف في العراق إلى قوات الأمن العراقية. وتعود حالياً مسؤولية حماية عناصر التحالف إلى قوات الأمن العراقية.
من الناحية العملية، يُشكّل مركز قيادة العمليات المشتركة في العراق (JOC-I) الكيان الذي يقود ويتحكم بالقوات العراقية في شتى أنحاء البلاد. كذلك ويُعد الموقع ذاته مقراً لقوة المهام المشتركة – عملية العزم الصلب (CJTF-OIR)، وهي التسمية العملياتية التي يطلقها التحالف على بعثته في العراق. ويتعاون المقرّان لمواصلة العمل على مكافحة تنظيم داعش.
سوف يتمكن التحالف من تقديم المشورة والمساعدة في مهمته الجديدة من خلال منظمتين: الفريق الاستشاري العسكري (MAG) والفريق الاستشاري للعمليات الخاصة (SOAG). وسوف تقدم كلتا الفرقتين المشورة على المستوى العملياتي والدعم التقني لقوات الأمن العراقية حينما وحيثما يتم التماس ذلك من قبل مركز قيادة العمليات المشتركة في العراق.
تمثِّل بعثة الناتو في العراق (NMI) عملية استشارية منفصلة تركز على التدريب وتطوير القدرات العراقية على المدى الطويل. ومن خلال العمل بالتعاون الوثيق مع كل من التحالف وقوات الأمن العراقية، تم إنشاء بعثة الناتو بادئ الأمر في عام 2018، لكنها وسعت مؤخرا نطاق وحجم أنشطتها التدريبية بناء على طلب الحكومة العراقية. تضم بعثة الناتو مئات الخبراء العسكريين والأمنيين من جميع الدول الثلاثين الأعضاء فيه، بالإضافة إلى ثلاث دول شريكة إضافية من خارجه: وهي أستراليا، وفنلندا والسويد. ولكي يضطلع بمهمته، يعمل الناتو بشكل مباشر مع وزارة الدفاع العراقية لتدعيم المؤسسات العسكرية العراقية وقوات الأمن العراقية حتى تتمكن القوات العراقية في نهاية المطاف من منع عودة داعش وهزيمة التطرف في ساحة المعركة بمفردها. لا يتم نشر عناصر الناتو في عمليات قتالية إلى جانب قوات الأمن العراقية.
ووفقاً للفريق مايكل لوليسغارد، قائد بعثة الناتو، فإن الهدف النهائي للبعثة هو تمكين قوات الأمن العراقية من الانتقال بنجاح من تأهبها الحالي للحرب إلى ما يماثل قوات وقت السلم، بحيث تكون قادرة على توفير السلامة والأمن للشعب العراقي دون الحاجة إلى شن عمليات حربية مستمرة على أراضيه، لكنها سوف تكون مستعدة ومجهزة للضرب بقوة وبسرعة إذا اقتضت الحاجة لذلك. واضاف “لا يزال الشعب العراقي يعيش في حالة حرب لسنوات عديدة، لكنه اليوم يدخل حقبة جديدة لا تكدرها الحرب.”
وبفضل الشراكة الناجحة بين قوات الأمن العراقية وشركائها الدوليين في هزيمة تنظيم داعش في ساحة المعركة، تستطيع حكومة العراق المنتخبة حديثاً أن تركز الآن على إعادة بناء مؤسساتها وبناء مستقبل أفضل للأجيال المقبلة في العراق على الرغم من خلايا تنظيم داعش المتناثرة التي تشن هجمات حرب عصابات بين الحين والآخر. وكما ينوه اللواء الخفاجي: “يحتاج العراق في الوقت الراهن إلى المساعدة في مجالات الاستثمار والتعليم والصحة. ونمتلك الموارد والعقول الشابة الذكية للاستفادة منها.”