كيف يحصّن شركاء التحالف الحدود بين العراق وسوريا ويقيّدون تحركات داعش؟

حيث يلتقي العراق وسوريا

حتى قبل الهجوم الأخير والاستسلام اللاحق لمقاتلي داعش في محافظة الحسكة السورية، عززت قوات سوريا الديمقراطية وقوات الأمن العراقية أمن الحدود من خلال الاستثمار في معدات جديدة وزيادة التعاون. يواجه مقاتلو داعش الهاربون الذين يتطلعون إلى الهروب من قوات سوريا الديمقراطية الآن مجموعة من وسائل المراقبة الحدودية المتطورة بما في ذلك كاميرات الأشعة تحت الحمراء لرصد الأهداف ليلاً ومئات من أبراج المراقبة المحصنة وخندق بعمق وعرض 3 أمتار يمتد لمئات الكيلومترات على طول الحدود. وإلى جانب الدوريات المنتظمة لقوات الأمن العراقية عبر المنطقة الواقعة خلف الحدود مباشرة، فقد علق اللواء يحيى رسول، المتحدث باسم القائد الأعلى للقوات المسلحة العراقية، لوكالة الأنباء العراقية (واع) أن “القوات الأمنية مستعدة لمواجهة أي محاولة من قبل فلول داعش للتسلل إلى الأراضي العراقية”.

أحد أفراد قوى الأمن العراقي ينظر من فوق ضفة نهر أثناء تواجده في موقع عسكري في ضواحي القائم بالعراق في 05 كانون الأول/ديسمبر 2018. تضمن نقاط التفتيش والمواقع العسكرية مثل هذه عدم دخول أفراد داعش الفارين من سوريا إلى العراق.

لطالما كان تأمين الحدود التي يبلغ طولها 610 كيلومتر، بصحاريها الشاسعة ومدنها المكتظة بالسكان وسلاسل الجبال البارزة والمستنقعات ونهرين رئيسيين، تحديًا مستمرًا. ومع ذلك، فإن قوى الأمن الداخلي، بمساعدة شركائها في التحالف، أصبحت الآن مجهزة بشكل أفضل بكثير لتأمين هذه الأرض الصعبة باستخدام عناصرها ذوي الهمم العالية والمدعومين بالتقنيات الحديثة. قال العميد أثير الربيعي قائد الفرقة 20 في الجيش العراقي “ستعمل كاميرات الأشعة تحت الحمراء و […] الطائرات دون طيار على مدار 24 ساعة في اليوم لضمان أمن الحدود، إلى جانب القوات الجوية العراقية التي ستوفر الاستطلاع”. من أجل استخدام التقنية بأقصى إمكاناتها، واصلت قوى الأمن العراقية العمل عن كثب مع التحالف الدولي، الذي لعب “دورًا رئيسيًا في تدريب الأفواج” المتمركزة على طول الحدود، بحسب ما قاله الفريق حميد عبد الله، قائد حرس الحدود العراقي.

لطالما كانت الحدود مليئة بالثغرات، حيث تسعى داعش وعناصر إجرامية أخرى إلى استخدام طولها وتضاريسها الصعبة من أجل غاياتهم الشنيعة. يهرّب داعش الأسلحة والأشخاص بشكل غير قانوني بالإضافة إلى تهريب المخدرات، وهي تجارة غير مشروعة قُدر في عام 2019 بأنها تُدر لداعش ما يقرب من 100،000 دولار أمريكي في اليوم. ومع ذلك، أدت التطويرات والتحسينات الأمنية الأخيرة إلى تمكين قدرة حرس الحدود بشكل متزايد على اعتراض وقمع مثل هذه الأنشطة غير القانونية والقبض على المسؤولين، مثل الإرهابيين الأربع وعشرين الذين تم اعتراضهم واعتقالهم في نينوى في تشرين الثاني/نوفمبر عام 2021 من خلال استخدام كاميرات الأشعة تحت الحمراء الجديدة.

آلية عسكرية عند المعبر الحدودي بين البوكمال في سوريا والقائم في العراق، مأخوذة من الجانب السوري في المنطقة الشرقية لدير الزور.

كان داعش في السابق قادرًا على استغلال الثغرات بين إقليم كردستان العراق والمحافظات الفيدرالية المجاورة له. اليوم، وبفضل التخطيط الأمني المحسن والتنسيق بين قوات سوريا الديمقراطية والبيشمركة وقوات الأمن العراقية، تم إغلاق هذه الثغرات، ما أدى إلى تعطيل عدد من خلايا داعش النائمة والعناصر الإجرامية الأخرى التي لم تعد تتمتع الآن بحرية التنقل التي كانت تتمتع بها من قبل.

كان تأمين الحدود أمرًا بالغ الأهمية في هزيمة داعش على الأرض في عام 2017: والآن مع تحسين المعدات الأمنية والتدابير الدفاعية، أصبحت قوى الأمن العراقي، بدعم من شركائها في التحالف الدولي، أفضل تجهيزًا وتأمينًا للموارد من أي وقت مضى، ما يساهم في تأمين حدود العراق توفير بيئة آمنة وسليمة لشعوبها. خلال زيارة أجراها مؤخرًا إلى الحدود العراقية السورية، وجه رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي تحذيرًا لداعش قائلًا: “لا تختبرونا. لقد حاولتم [يا داعش] مرات عديدة وفشلتم، وستحاولون أكثر بكثير وستفشلون مرة أخرى”.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك, يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد