لقد حضرتُ مؤخراً اجتماع القيادات المشاركة للتحالف الدولي، المخصص للشركاء الذين يتولون مهام قيادية للجهود الخمسة لعمل التحالف. وتعقد هذه الاجتماعات في مدن مختلفة بشكل متناوب، وفي هذه المرة تم استضافتنا من قبل مركز (نيسا) وهو المركز الإقليمي لوزارة الدفاع في واشنطن العاصمة، الذي يهدف إلى تحقيق التعاون الأمني الدولي في الشرق الأدنى وجنوب آسيا.
وهذا الاجتماع هو اجتماع حسّاس جداً وعالِ المستوى، حيث يجتمع فيه ممثلون خبراء ومتخصصون من دول القيادات المشتركة لاستعراض التقدم الحاصل على الأرض، ولتقييم التهديد المستمر، ولنقاش التوجه المستقبلي للتحالف حتى يتم بعد ذلك إعادة توجيه الرسالة لشركاء التحالف التسعة والسبعون للاتفاق الكلي عليها.
يختلف هذا الاجتماع عن الاجتماعات الدبلوماسية السلسة، فالمناقشات صريحة جداً والمداولات ساخنة فتناقش الفرق المشاركة كل جوانب التحديات التي تواجهها الجهود الخمسة للتحالف وتتناول أهم التفاصيل حيث تشمّر كل الفرق عن سواعدها وتضع كل ما لديها على الطاولة.
ولو تطلب الأمر أن أعطي موجزاً قصيراً عن النقاط الأساسية التي تم التوصل إليها، فسوف أقول:
قد تمكن التحالف من إنجاز كبير حتى الان حيث أن داعش قد خسر أكثر من 99 % من الأراضي التي كان يحتلها، وقد تم تحرير ما يقارب من 8 مليون شخص بفضل كلا من قوات الأمن العراقية وقوات سوريا الديموقراطية المدعومة بالجهود العسكرية للتحالف الدولي.
ولكن، التهديد في طور التغير الآن بل إنه يزداد صعوبة من حيث الفهم والاكتشاف، حيث أن داعش قد انتقل حالياً إلى مرحلة يتم فيها ممارسة أنشطة أكثرُ سريّة، مغيراً بذلك تكتيكات المواجهة والقتال وعاملاً في الخفاء من الكهوف والأنفاق التي حفرها واستغلها كمخابئ في الصحراء.
وبالرغم من الانخفاض الحاد لإيراداته المادية، فإنه ما زال قادراً على توجيه الأموال من خلال آليات جديدة مبتكرة مما يشكل تحدياً اكبر للفرق الدولية المنشئة لمكافحة تمويل الإرهاب والعاملة على هذا الخط لإيجاد سبل جديدة لوقف ذلك فإن بعض التقارير تقول بأن داعش عند ذروته كان يحصل على ما بين 2-3 مليون دولار في اليوم. في الواقع، ووفقاً لمجلة فوربز، داعش قد خسر أكثر من 90 % من ثروته خلال السنوات الثلاث الأخيرة، من 2-3 مليار في عام 2014 إلى 200 مليون دولار أمريكي في عام 2017. وعلى الرغم من ذلك، نعتقد بأن الاحتياطي الباقي لديه كافٍ لدعم هيكليته السرية المستحدثة.
وعلى الرغم من تمكننا جميعا بتحقيق هذا التقدم الهائل فإن داعش لا يزال يشكل تهديداً عالمياً مما يحتّم علينا بأن نستمر بالعمل معاً لهزيمته في طور قيامه بتغيير وتطوير تكتيكاته المبتكرة وعلى التحالف البقاء فطناً واستباقياً كما عهدناه من خلال وضع آليات متنوعة وديناميكية وحديثة لمنع داعش من الحصول على أية مقومات.
ولحسن الحظ، قد استطاع غالبية النازحون العراقيون من العودة إلى مدنهم التي اضطروا إخلائها أثناء جحيم داعش. وتُظهر أرقام الأمم المتحدة أنّ أكثر من 4 مليون عراقي قد عادوا إلى مناطقهم المحررة لبدء عملية بناء مجتمعاتهم واستعادة حياتهم من جديد. كما أن عدد العائدين في المناطق المحررة في سوريا أقل إلا أننا نلاحظ حصول تقدم هناك أيضاً.
ومن الضروري هنا الاشادة بعدد شركاء التحالف الذي اصبح يضم ٧٩ شريك دولي اليوم بعد أن كان عند نشأته يضم 12 شريكاً فقط في سبتمبر 2014، وقد انضم أحدث شريك له في أكتوبر الماضي.
إن التحالف اليوم يزداد إصراراً وصلابةً وإتحاد. وقد إستطعنا كمنظومة موحدة، من خلال استخدامنا لمفاهيم الدبلوماسية الحديثة الى جانب طرق الاتصال السياسي المبتكرة، أن نبرهن عمّا نستطيع تحقيقه سوياً من خلال العمل الجماعي لمعالجة تهديد مشترك لضمان حماية أمننا.
للمزيد من التحديثات أو للتواصل، يمكنكم متابعتي عبر تويتر @RepCoalition