عناصر شرطة يرسمون على الجدران؟ تابعوا كيف استخدمت إحدى المدن العراقية الفن و”الجدار الخيري” بمواجهة فيروس كورونا.

“خذ ما يكفيك واترك لأخيك ما يكفيه”، عبارةٌ على “الجدار الخيري” في مدينة سامراء، تختصر حالة من التضامن المجتمعي في مدينة سامراء العراقية، خلال واحدة من أشد الأزمات التي مرّت على العراق كما غيره من دول العالم. فالوباء الذي وضع أهالي المدينة تحت حجر منزلي إلزامي لفترة طويلة وعطّل الحركة الاقتصادية، كانت له تبعات على الحياة اليومية للمواطنين مع خسارة الكثيرين لأعمالهم وعدم تمكنهم من إعالة عائلاتهم. هذا الأمر دفع بمتطوعي فريق “إشراقة أمل” إلى استحداث فكرة الجدار الخيري في المدينة، حيث يضع المتطوعون سللاً غذائية عند جدران أحد الشوارع الرئيسية في سامراء. تقول المشرفة على المنظمة سوسن صالح، إن “الجدار الخيري” هو مساحة للعطاء والتكافل، فالمقتدر يقدم ما يمكنه تقديمه، والمحتاج يأخذ ما هو بحاجة إليه.

الجدار الخيري، حيث توضح السلل الغذائية للمحتاجين

منذ بداية أزمة كورونا في العراق وحتى اليوم، يسعى الفريق، الذي يلقى دعم المجتمع المحلي، إلى توحيد جهوده مع السلطات المحلية وجهاز الشرطة في المدينة للتخفيف من وطأة الوباء على المجتمع. وفي هذا الإطار يشيد الرائد في شرطة سامراء عبد الكريم عمر بعمل الفريق ونشاطاته خلال أزمة كورونا، مشيراً إلى أن شرطة المدينة شاركت الفريق في مشروع السلل الغذائية للعائلات المتعففة.

شرطة المدينة تشارك الفريق توزيع السلل الغذائية

ومن بين النشاطات التي لاقت رواجاً وترحيباً رسمياً وشعبياً بشكل واسع في المدينة، كان مشروع التوعية عبر الرسم على الجدران. فالمار في شوارع مدينة سامراء الرئيسية اليوم، يلحظ الرسومات التي تملأ تلك الجدران والهادفة إلى توعية الناس على أهم أساليب الوقاية من فيروس كورونا. 

فريق إشراقة أمل يرسم إرشادات التوعية في شوارع المدينة.
رسومات توعوية حول فيروس كورونا على أحد جدران مدينة سامراء
أحد أفراد شرطة المدينة يشارك الفريق الرسم على جدران المدينة.

الفريق عمل أيضاً على نشر مطبوعات توعوية في عدد من شوارع المدينة، مقدمين التوجيهات والشروحات اللازمة للأهالي من أجل ضمان معرفة الناس بالإرشادات الأساسية المطلوبة للوقاية من هذا الفيروس. 

شرحٌ لأهم إرشادات التوعية يقدمه أحد أعضاء الفريق للمدنيين

مبادرات عدة مكنت فريق إشراقة أمل التطوعي من الجمع بين الفن والتضامن المجتمعي في سبيل توعية المجتمع حول فيروس كورونا ودعم الأهالي وتمكينهم للتعامل مع آثار هذا الوباء. وتأمل مديرة المنظمة سوسن صالح أن تقام مثل هذه النشاطات في المحافظات والمدن العراقية الأخرى لما لها من صدى إيجابي في الشارع ونفع على أفراد المجتمع في هذه الأوقات الصعبة. 

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك, يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد