ترسيخ الاستقرار مع هوغو ديفري وجيم سوفوتسكي

سلسلة بودكاست "On The Line" الحلقة الأولى


يمكنكم الاستماع لهذه الحلقة والحلقات القادمة على BuzzsproutSpotifyStitcheriHeart RadioTuneIn & Alexa.

نانسي:
لدينا اليوم “هوغو ديفري” و”جيم سوفوتسكي” على الهاتف. “هوغو” و”جيم” متخصصان في “اليو إن دي بي،” وهو برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وهما يعملان على تحقيق الاستقرار بالمناطق المحررة في العراق. ويقيم كل منهما في الموصل، حيث يركز “هوغو” جهوده على الجزء الغربي، و”جيم” على الجزء الشرقي. يسعدنا أن يكونا معنا هنا لمناقشة تجاربهم في العمل على مشاريع تحقيق الاستقرار في الموصل، وتقديم رؤيتهم حول ما يمكن القيام به لإعادة تأهيل المناطق التي كان يسيطر عليها داعش.

نانسي: شكراً لكما على إتاحة الفرصة لنا للحديث حول عملكما في الموصل. أعتقد أن سؤالي الأول لكليكما هو كيف يبدو أي يومٍ عادي لكما؟

جيم: هذا سؤال من شقين بمعنى أنه يعتمد على أي يوم. نحن عادة في الميدان مرتين في الأسبوع، حيث نزور مواقع المشاريع في الموصل إما شرقاً أو غرباً، ثم في اليومين أو الثلاثة الآخرين نبقى هنا في المكتب. عادةً، في أي يوم من أيام العمل الميداني، في مهام الألغام، على سبيل المثال، نزور مواقع المشروع، وعادةً ما يكون ذلك في حدود 10 أو ربما 12 موقعاً، متتبعين المشاريع في المواقع الفردية، والمشاكل مع المقاولين، ونلتقي عادة مع مهندس الإشراف، ولدينا في الموقع بالإضافة إلى مهندس ضمان ومراقبة الجودة لدينا.

19 نيسان/أبريل، الموصل، العراق، مشفى الشفاء في أيسر الموصل التي تم إعادة تأهيلها بدعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي
©كلير توماس/ برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق

هوغو: بالنسبة لي، الوضع مشابه تقريباً. الكثير من الأشياء التي نقوم بها في الميدان تشمل التحقق من الوضع على الأرض للتأكد من أن العمل يتم تنفيذه كما ينبغي. نقضي الكثير من الوقت مع ما نسميه الموجِّه النهائي أيضاً، مدير التخطيط في الوزارات العراقية على الأرض. بالنسبة لي، إضافة إلى ذلك، أدير برنامجاً كبيراً لإعادة تأهيل المساكن، الذي أصبح يستهلك شيئاً فشيئاً المزيد من وقتي، وهذا يعني أيضاً أنني أقضي الكثير من الوقت في الأحياء، لا سيما في المدينة القديمة متحدثاً إلى الفئة المُستهدفة بشكل مباشر. نحن ننظر في إمكانية إعادة تأهيل 15000 منزلاً في الوقت الحالي، وما يحدث كثيراً هو في اللحظة التي يظهر فيها أحد منا هناك، يأتي الكثير من الناس في الحي للسؤال عن نوعية العمل، وفيما إذا كان من الممكن إضافة منزلهم أم لا.

نانسي: إذن، هوغو، تحدثت عن المشروع السكني الموجود في غرب الموصل، وهناك الكثير من الأسئلة التي تأتي إلى التحالف حول هذا المشروع السكني على وجه التحديد، إما من العراقيين، الذين يسألون عن العمليات، ويسألون عن آلية البحث عن مقاولين، ويسألون من هم المقاولون. هل هم من السكان المحليين؟ هل هم شركات دولية؟ هل بإمكانك أن تسهب في الحديث عن ذلك من فضلك؟

هوغو: أولاً، يتم تنفيذ 95 ٪ من جميع العقود التي نتعهدها بموجب برنامج تحقيق الاستقرار من قبل المقاولين العراقيين. كان هذا اختياراً مقصوداً للغاية، ووافقت عليه الحكومة والجهات المانحة، لإبقاء كل الأموال في المجتمع المحلي بشكل خاص، ومنعها من التحول إلى الخارج. لأن هذا يؤدي إلى معدل أسرع بكثير في التنفيذ. بالنسبة لتنفيذ ذلك، عندما بدأنا هذا البرنامج، جلسنا مع السلطات الحكومية في الموصل ومع المجموعة المشرفة على المشروع لانتقاء أكثر الأحياء عرضة للخطر في غرب الموصل. كما تعلمون، لا سيما بسبب القصف أثناء تحرير المدينة، فإن الضرر شديد للغاية، لذلك نحن بحاجة إلى الاختيار والانتقاء. لذلك، اخترنا أحياءً من جميع أنحاء المدينة، وليس فقط المدينة القديمة إنما أيضاً المناطق التي ربما كانت أقل خدمة على أساس مستويات التعرض للخطر، واستناداً إلى مستويات الضرر.

نانسي: في أي مرحلة أخذتم بعين الاعتبار الاختلافات بين الأعراق أو خصائص كل [حي].

هوغو: لا، تعمدنا عدم القيام بذلك. أولاً، غرب الموصل، بصرف النظر عن الاختلافات القبلية بين المجموعات المختلفة، يكاد يكون عربياً سنياً بالكامل. كان هناك أيضاً بعض المسيحيين، لكنهم غادروا جميعاً عندما جاء داعش. ما فعلناه هو أننا بنينا الاختيار قدر الإمكان على اثنين من المعايير المحددة والبسيطة للغاية. الأول هو أن يكون الضرر الذي تعرض له المنزل أقل من 60 ٪. ثانياً، يجب أن يكون الضرر نتيجة لأعمال الحرب أو الإرهاب، لا لأنه قديم أو شيء من هذا القبيل. ثم اخترنا عدداً من الأحياء لأنه لا يمكننا إصلاح كل الأحياء في غرب الموصل. إذا كان منزلك يناسب هذين المعيارين، فيمكننا المساعدة في إصلاحه. ما نقوم به بعد ذلك هو تقييم قابلية التعرض للخطر، لذلك سنصلح كل هذه المنازل، ولكن تتلقى العائلات المُعرضة للخطر المساعدة أولاً. نحن نتحدث عن الأرامل والعائلات التي تقودها إناث والعائلات التي يقودها قاصر، والأشخاص المعاقون وما إلى ذلك.

نانسي: إذن، هذه المنازل تعود في الواقع إلى الناس الذين بقوا في المدينة، وليس بالضرورة للنازحين العائدين؟

هوغو: لا، إنه خليط. لا زلنا نقوم بهذا منذ فترة طويلة وحتى الآن، وخلال تلك الفترة عاد الكثير من الناس. ما يحدث عادة هو أنه عندما نذهب إلى أحد الأحياء، فإننا ننظم العمل مع المختار، ومع السلطات في الأحياء المحلية، ومع الأئمة، وجميع الناس الآخرين. ما نفعله هو أننا نوجه رسالة واضحة إلى الناس في الحي، قائلين إننا سننظر بين هذين الأسبوعين في أمر الكتل السكنية. وفي تلك اللحظة، يبدأ الناس في استدعاء جيرانهم، وقد يكون هؤلاء أشخاصاً يعيشون في شرق الموصل، وقد يكونوا يعيشون في مخيم، وما إلى ذلك. فيأتون إلى المدينة ويسمحون لنا بدخول منازلهم وإجراء التقييم. يتم توقيع كل تقييم من قبل صاحب المنزل، على أن هذه الأبنية خاصة وليست عامة. لذلك نحن نقوم فقط بما يسمح لنا به صاحب المنزل. إنه خليط متفاوت جداً من الناس. الآن، الغالبية العُظمى من الأشخاص الذين نقوم بإصلاح منازلهم إما يعيشون في منازلهم أو يستأجرون في شرق الموصل وسيعودون فور انتهاء أعمال الإصلاح في منازلهم.

نانسي: دعنا ننتقل إلى “جيم”. “جيم”، لدي سؤال يتعلق بمشاريع تحقيق الاستقرار التي اكتملت فعلياً. الآن يأتي برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ويعمل على مشروع، ويقوم بوضع اللمسات الأخيرة عليه، ويقوم بتسليمه إلى السلطات القائمة. بعد مرور ستة أشهر أو سنة على ذلك، تحدث مشاكل تنفيذية على سبيل المثال، يظهر شيء ما في صحيفة أو تتلقون شكاوى. هل لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي سلطة على ذلك، أم أنه يظل في أيدي السلطات المعنية؟

جيم: يوجد جانبين لهذا السؤال. إذا كان الأمر يتعلق بإعادة تأهيل البناء، على سبيل المثال، هناك مشكلات في الجودة – ربما تعطل أحد المكونات أو شيء من هذا القبيل – هناك ضمان لمدة عام من قبل المقاول لإصلاحه. لذلك نحن نحتفظ بشكل أساسي بحوالي 10٪ من قيمة العقد لتغطية تلك الفترة، وبعد ذلك عندما تنتهي تلك السنة، تنقضي صلاحية فترة الضمان، ثم تعود الـ 10٪ إلى المقاولين. نتوقع من المقاول إصلاح تلك الأشياء المتعطلة. ويبلغنا المستخدم النهائي عنها في كثير من الأحيان. الجزء الثاني لسؤالكِ هو، إذا كان يتعلق بكيفية عمل وصيانة هذا البناء المحدد، فإننا لا نشارك في ذلك. نتوقع من الحكومة أن تكون قادرة على صيانة وعمل هذه المنشأة.

نانسي: هل هناك أي وكالة أخرى تابعة للأمم المتحدة من شأنها أن تساعد فيما يتعلق بالمشاكل التنفيذية؟ مثل إدارة مستشفى، أو تشغيل الصرف الصحي للمياه أو محطة توليد الكهرباء؟

هوغو: هناك بعض المنظمات غير الحكومية المتخصصة وغيرها من المنظمات التي تقوم بذلك على وجه الخصوص. على سبيل المثال، يركز برنامج تحقيق الاستقرار على الأبنية والمحلات والمستشفيات والمباني والهياكل والمعدات. بالنسبة لإدارة المستشفيات، على سبيل المثال، تقدم منظمات مثل اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة أطباء بلا حدود دعماً جارياً على فترات مؤقتة لفرز أطباء هناك، وتوفير الأدوية، وما إلى ذلك، لكننا لا نقوم بذلك بأنفسنا. على سبيل المثال، تقدم اليونيسف الدعم لجميع المدارس التي نقوم بإعادة بنائها، وفي بعض الأحيان توفر الأثاث، وبالتأكيد توفر الكتب المدرسية، وتدريب المدرسين، إلخ.

30 آب/أغسطس 2018، الموصل العراق، مهندسو برنامج الأمم المتحدة الإنمائي مدرسة الغربية في أيمن الموصل

نانسي: أعتقد أن هذا السؤال موجه لكليكما، ما هي الاختلافات الرئيسية بين غرب وشرق الموصل؟ من حيث الطبيعة؟ أو حتى في التعامل مع السكان المحليين على مستوى المجتمع المحلي؟ هل هناك اختلافات كبيرة؟

جيم: بالتأكيد توجد اختلافات. أحد الأشياء الرئيسية التي تميز الشرق عن الغرب هو مستوى الدمار. أعتقد أنني أستطيع أن ألخص أنه في الشرق كان هناك استهداف دقيق للغاية، ومحدّد من التحالف فيما يتعلق بالمنشآت التي احتلتها داعش. على سبيل المثال، كان يتم استخدام المستودعات الحكومية لتصنيع أسلحة مختلفة وما إلى ذلك. وتم استهدافها وتدميرها على نطاق واسع. في حين يوجد حي في الغرب تمت تسويته بالكامل تقريباً بالأرض. لم يكن لدينا هذا النوع من الدمار في شرق الموصل. لكن لدينا الكثير من المنشآت الحكومية ومراكز الشرطة على سبيل المثال، والمستودعات الحكومية، هذه الهياكل الفولاذية، التي يمكن استخدامها لإخفاء المركبات وأشياء مشابهة، تكبدت دماراً شديداً في شرق الموصل.

هوغو: الفرق المثير للاهتمام بين شرق وغرب الموصل من حيث العمل مع المجتمع هو وجود نوعٍ من، عدم الثقة في غرب الموصل تجاه النوايا الدولية. أعتقد أن هذا له علاقة بأشخاص في غرب الموصل يقولون لماذا يوجد دعم أكثر بكثير في شرق الموصل من غرب الموصل، وهذا ليس صحيحاً بالفعل. ما حدث هو أنه تم تحرير غرب الموصل، وبعد ذلك بوقت طويل تم تحرير شرق الموصل في بداية عام 2017 ، واستغرق تحرير غرب الموصل حتى تموز/يوليو من ذلك العام. استغرق الأمر وقتاً أطول للتحرير، وكان الضرر أكبر بكثير، والمتفجرات الخطرة في جميع أنحاء المدينة، وصعوبة العمل حيث كان عليك نقل أطنان من الأنقاض بشكل أساسي قبل أن تتمكن من الخروج إلى الشوارع لتقييم حالة المدارس وكل شيء. كل هذا كان أكبر بكثير، وكان الضرر أكبر بكثير مما يعني أن مشاريع إعادة التأهيل تستغرق وقتاً أطول. لكن إذا نظرت إلى الميزانية التي تم إنفاقها، هي نفسها تقريباً. لذا لدى الناس فكرة أن الحركة أقل في غرب الموصل، لكن بصراحة هذا مجرد انطباع.

نانسي: نرى الكثير من مقاطع الفيديو التي تأتي من المدينة القديمة في غرب الموصل، لاسيما منطقة السوق، مع جميع الحلويات وخلال شهر رمضان وكان مشهداً رائعاً لأننا رأينا الكثير من التجار في متاجرهم والمتاجر الصغيرة، وكان الجو مفعماً بالحياة والناس كانوا متفائلين جداً. هل هذا ما تشعر به على الأرض عندما تكون هناك؟

هوغو: أعتقد أنه خليط متفاوت. بالنسبة لي الوضع مختلف بعض الشيء في شرق الموصل، إنها مدينة مزدهرة من نواح كثيرة – اختناقات مرورية وأسواق وأشخاص يذهبون إلى العمل إذا كان لديهم وظيفة وما إلى ذلك. الكل يتحرك. الوضع يتحسن في غرب الموصل كذلك. أهالي الموصل هم أشخاص رائعون يتمتعون بالصلابة، أعادوا بناء منازلهم ومتاجرهم بأنفسهم، لذلك هناك بالتأكيد شعور بالتفاؤل هناك.

في الوقت نفسه، هناك مخاوف من سكان الموصل أولاً حول الشح الهائل في الوظائف، والبطالة متفشية في جميع أنحاء المدينة، وهذه مشكلة رئيسية. يتخرج الطلاب من الجامعات مع عدم وجود فرص للحصول على وظيفة لاحقاً. ثانياً، لا يزال هناك قلق لدى الكثير من سكان الموصل حول التأكد من أن الحكومة توفر ما يكفي من المال العام للمدينة وتتحرك فعلاً لا قولاً. حصلت الحكومة العراقية على الكثير من الثناء من أهالي الموصل بسبب تحرير المدينة، لكن هذا لن يبقى إلا إذا رأى أهالي الموصل المال العام يصب في مشاريع عامة تعود بالنفع على المدينة بأكملها. لذلك لا يزال هناك شعور بعدم الثقة تجاه الحكومة هنا وهناك أيضًا. أعتقد أن الحكومة في بغداد تبذل قصارى جهدها للعمل على ذلك، لكنني أعتقد أن توقعات أهالي الموصل مرتفعة للغاية.

جيم. أعتقد بخصوص النقطة التي أثرتها حول المزاج الاحتفالي خلال فترة ما بعد رمضان مباشرة، وعيد الفطر، الناس في الأسواق، ذلك يعكس مستوى النشاط التجاري الذي تمت استعادته خاصة في شرق الموصل. فعلى مدار العامين ونصف العام الماضيين على سبيل المثال، لم ينتظر المواطنون، أهالي الموصل، لقد كانوا يفعلون ما يجب القيام به لاستعادة أعمالهم للبدء في المضي قدماً. كانت الأنواع الأولى من الشركات، على سبيل المثال، متعلقة بالبناء، وبيع الأنابيب البلاستيكية والتمديدات للمراحيض والأسمنت وأشياء مماثلة. ثم ظهرت زيادة تدريجية في المطاعم على سبيل المثال، لدرجة حصول أزمة مرورية خانقة في شرق الموصل، أعداد هائلة من الناس تنتظر طويلاً للتنقل في الشوارع نظراً لحجم الحركة المرورية الخانق. لذلك أعتقد أنه كان هناك عودة هائلة للتجارة والتنمية الاقتصادية في شرق الموصل على وجه الخصوص.

هوغو. إنّ ازدحام الجسور يعتبر مؤشراً واضحاً للغاية على غرب الموصل بالتحديد. إذن بخصوص الجسور عبر نهر دجلة، هناك جسرين للطوارئ وتم وضع جسر “بيلي” مؤقت عليها. في الماضي، كان يمكنك التجول فوقهم، الآن لديك اختناقات مرورية طويلة للغاية للوصول إلى غرب الموصل، مما يدل على أن الناس يعودون.

نانسي: أعتقد أن كل هذا يبدو مبشراً بالخير للغاية، وبالنسبة للأشخاص مثلنا الذين يعيشون في الخارج، فإن شعب الموصل معروف تاريخياً باسم رجال التجارة والصناعة، لذلك معرفة أنهم قد عادوا بعد كل هذا هو أمر مبشر بالخير جداً، جداً.

أريد العودة إلى المشاريع. كيف تعطون الأولوية لهذه المشاريع؟

هوغو: في البداية، انصب التركيز بشكل كبير على أهم الخدمات الأساسية للمدينة، التي كانت الماء أولوية عليا، والكهرباء والصحة كانتا دائماً أولويات رئيسية، وجاءت المنازل لاحقاً. لقد عملنا على عدد هائل من المدارس أيضاً، ولكن بشكل خاص ركزنا في البداية على أشياء كان لدى برنامج تحقيق الاستقرار في ذلك الوقت القدرة للقيام بها. على وجه الخصوص كانت هذه محطات معالجة المياه والمحطات الكهربائية الفرعية. هذه مشاريع كبيرة ومكلفة لم تملك سوى قلة قليلة من الشركاء الدوليين الآخرين، أو الحكومة آنذاك، القدرة على القيام بها. للمضي قدمًا في الوقت الحالي، ينصب تركيزنا كثيراً على الإسكان في غرب الموصل، وعلى المستشفيات في كل من شرق وغرب الموصل، وعلى المؤسسات الجامعية في شرق الموصل، إذا لم أكن مخطئاً.

نانسي: هل تشاركون أيضاً في مشاريع اليونسكو، والمشاريع الثقافية؟ المواقع الدينية، المواقع التاريخية؟ هل تعملون على كذلك؟

هوغو: لا يوجد تفويض لدى برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للعمل في المباني الدينية، لذلك لم نقم بالعمل على المساجد على سبيل المثال أو أي شيء من هذا القبيل. بصراحة، اليونسكو أفضل منّا بكثير على هذا الصعيد أيضاً. ما قمنا به في المدينة القديمة، عملنا مع اليونسكو للتأكد من أن المنازل التي نعيد تأهيلها تبدو أقرب ما يمكن لما كانت عليه. لذلك نحن لا نستخدم الجبس أو غيرها من المواد التي لم تكن موجودة تاريخياً، ولا نضع الأبواب البلاستيكية في أروقة رخامية، على الرغم من أن عدداً لا بئس به من الناس يحبون أن يكون لديهم باب بلاستيكياً هناك. نحن نتبع الخطوط التي نحصل عليها من اليونسكو لإعادة تأهيل المنازل على سبيل المثال، وبخلاف ذلك، الكنائس والمساجد التاريخية الموجودة فيها هي من اختصاصهم لا اختصاصنا.

نانسي: بالنسبة للمستمعين، هناك عمل كثيف على هذه المواقع التاريخية، ويرغب الكثير من شركاء التحالف في مساعدة العراق على العمل على هذه المشاريع، لكن هذا يحدث لوكالات مختلفة، وهذا ما عليكم تذكره دائماً. لذلك، أيها السادة، سأطرح عليكما السؤال الأخير. بعد عشرين عاماً، عندما تفكران في الوقت الذي قضيتماه في العراق، ما الشيء الذي ستأخذانه من ذلك، وما الشيء الذي ستتذكرانه أكثر من أي شيء آخر؟

جيم: بالنسبة لي أعتقد أنني سوف أتذكر شيئين، الأول هو صلابة وبراعة الشعب العراقي. المثال الذي سأستخدمه هنا هو في الأيام الأولى من شهر شباط/فبراير 2017، قمنا بزيارة محطة لمعالجة المياه، وكانت المحطة الأولى، وكانت متعددة الوكالات، وكان داعش نشطاً في نهر دجلة، غرب الموصل. والشيء الوحيد الذي ألهمني كثيراً هو على الرغم من التدمير في محطة معالجة المياه، محطة القصور لمعالجة المياه، فقد أتت هجمة مدمرة على الجزء الأساسي للمحطة، وأغرقت غرفة المضخة، مما جعل محطة معالجة المياه بأكملها عديمة الفائدة إلى حد كبير. ولكن ما رأيناه خلال هذه الزيارة أن بعض العمال قاموا بفصل المحركات، وسحبوهم من الماء وكانوا يجففونهم بواسطة مشاعل البروبان. وبفصل العرائش عن اللفائف، كانوا يحاولون سوية مع كل ما كان لديهم ضخ المياه من هذه المنشأة. صدمني هذا كثيراً. الشيء الثاني الذي أعتقد أنني سآخذه معي هو صداقة الفريق المتينة والقوية ضمن فريق تحقيق الاستقرار، المتألف من مزيج من الموظفين الدوليين والمحليين، وفيما يتعلق بمحاولة تلبية الطلب، فإن سرعة وحجم هذا الفريق المُجمَّع معا لتحقيق الاستقرار ومدى حسن سير العمل وتآلفنا مع بعضنا.

23 تشرين الثاني / نوفمبر 2017 – الموصل – العراق – جيم سوفوتسكي يجتمع مع مقاولين يعملون على جسر جميلة في أيسر الموصل
تم تدمير الجسر الذي يربط حي المثنى بحي الزهور على يد داعش. يدعم مرفق التمويل التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي لتحقيق الاستقرار (FFS) حكومة العراق في إعادة تأهيل الجسر من أجل إعادة ربط الحيين.
© برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق / كلير توماس

هوغو. نعم، أعتقد أنها الصلابة بالتأكيد. لا سيما بالنسبة لغرب الموصل. لقد كنت هنا منذ آذار/مارس 2017، وبدأنا في إجراء التقييمات بالفعل عندما كان داعش لا يزال يسيطر على المدينة القديمة، لذا جئنا إلى هنا من خلف خط المواجهة وكان لدينا، على سبيل المثال، محطة واحدة لمعالجة المياه أجرينا فيها تقييماً كاملاً وبدأت بالتزويد، وبعد أسبوع من محاولة داعش الخروج من المحاصرة، مرّ بمحطة معالجة المياه، ورشّها بالرصاص والقذائف وأشياء أخرى، وبعد أسبوع، كان الناس في دليل المياه يتصلون بنا ويقولون “اركبوا سياراتكم، سنعود، سنقوم بإجراء التقييم بالكامل، وسوف نعيد التزويد من جديد،” وبعد أسبوع كانت الجثث لا تزال ملقاة خارج المنشأة، دخلنا، فعلنا ذلك وكان هناك ضغط حقيقي من السلطات المحلية كذلك، أرادوا إصلاح مدينتهم. أهالي الموصل يحبون مدينتهم حقاً ويريدون فعلاً أن يروها جاهزة، وهذا النوع من الالتزام مؤثر جداً. وعلى المستوى الشخصي بالنسبة لي، ما آخذه من هذا هو برنامج الإسكان بشكل كبير. لقد كنت محظوظاً. زرت عشرات وعشرات من منازل أهالي الموصل التي نقوم بإصلاحها، واجتمعت مع الناس وسمعت أشنع القصص المرعبة عمّا مروا به خلال حكم داعش وأثناء التحرير، فأن أرى وأساعد الناس على إعادة بناء منزلهم وأن أرى أن لديهم أملاً أكثر بقليل في المستقبل لأمرٌ مجزٍ ومؤثر للغاية.

نانسي. هل قدموا لكما شاي الليمون الأسود الذي يقدمونه للناس في الاجتماعات؟

هوغو. يا إلهي، لقد بدأنا الآن جميعاً بتناول الشاي بدون سكر لأن الشخص يحصل على حوالي 25 كوباً من الشاي يوميًا، إلا إذا أراد المرء أن يتناول كيساً من السكر يومياً، بالإضافة إلى الكعك منزلي الصنع في غالب الأمر.

نانسي. هذه لفته كريمة للغاية، بصراحة. شكراً لكما أيها السادة على وقتكما وعلى الجهد الذي تبذلانه في سبيل ذلك.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك, يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد