يمكنكم الاستماع لهذه الحلقة والحلقات القادمة على Apple Podcasts, Spotify, Stitcher, iHeart Radio, TuneIn & Alexa..
نانسي: معنا اليوم على الهاتف باتريك ستيفنز. يشغل بيتر منصب مدير وحدة مكافحة الإرهاب التابعة للمنظمة الدولية للشرطة الجنائية (الإنتربول)، وفي إطار هذا الدور، يقود باتريك الجهود الدولية الساعية إلى منع تدفق المقاتلين الإرهابيين الأجانب. إننا سعداء جداً لأن باتريك معنا اليوم لمناقشة التحديات والفرص المتعلقة بالمقاتلين الأجانب، والكشف عنهم، ومحاكمتهم وكل ما بين ذلك.
نانسي: أهلاً، ومرحباً باتريك، معك نانسي جمال. كيف حالك اليوم؟
باتريك: أنا بخير، شكراً لك!
نانسي: شكراً جزيلاً على وقتك وعلى موافقتك على إجراء هذه المقابلة. تأتينا الكثير من الأسئلة حول عمل الإنتربول والمقاتلين الإرهابيين الأجانب. أعتقد وآمل أن تكون هذه الجلسة مثمرةً حقاً. سوف أبدأ بالأسئلة مباشرة. سؤالي الأول هو، يلعب الإنتربول دوراً هائلاً ضمن التحالف الدولي كعضو أو كشريك فيه. كيف تصف هذا الدور حتى الآن؟
باتريك: حسناً، فلنبدأ من البداية. قضية المقاتلين الأجانب، الإنتربول ضد الإرهاب بالطبع، والإرهاب هو إحدى أنواع الجرائم. والآن ضمن هذا المجال المحدد، يشارك الجيش بالطبع وله دور عظيم في العراق وسوريا. ولكن في النهاية، إنه يحارب الإرهاب، وما بدأ في بضعة بلدان كعملية لإنفاذ القانون، ما لبث أن تحول إلى عملية عسكرية في العراق وسوريا، وحالما يعود أولئك الناس إلى مواطنهم أو إلى كافة ساحات المعارك، يتحول الأمر إلى عملية إنفاذٍ للقانون من جديد. إذن، يتحتم وجود هذا الرابط، ودورنا في التحالف الدولي هو بناء هذا الجسر بين النشاطات العسكرية وأجهزة إنفاذ القانون.
نانسي: إن إحدى الصعوبات التي تواجه الدول هي محاكمة المقاتلين المشتبه بهم إمّا بسبب عدم وجود الدليل أو بسبب وجوده في مكان ما يصعب الوصول إليه، أو بسبب عدم قبول أدلة من ساحة المعركة من قبل النظام القضائي لبلد ما. كيف يحاول الإنتربول تسهيل الحصول على فرص أفضل للمحاكمة؟
باتريك: حسنا، يوجد في هذا السؤال بعض الأجزاء من الإجابة. أولا، نوزّع المعلومات التي نتلقاها من خلال شركاء التحالف على ما يقارب من سبعين بلداً عضواً في الإنتربول. هذا يعني أن لديهم القدرة على إحضار هذه الأسماء وجميع البيانات الأخرى في قواعد البيانات الوطنية لديهم، لذلك إذا عبر هؤلاء الأشخاص الحدود وواجهوهم، بإمكانهم إيقافهم، واعتقالهم، بإمكانهم القيام بكل ما يعتقدون أنهم بحاجة له لهؤلاء الإرهابيين. وعلى الأقل هم يعرفون أن هناك دولة لديها مصدر المعلومة، وقد يكون لديهم أكثر من ذلك. لذلك، نحن لا نقدم أدلة على هذا النحو. نحن نوفر نصائح للتحقيق، ويمكن للبلد على الجانب الآخر من الطريق طرح سؤال مباشر أو من خلال قنوات الانتربول أو من خلال قنوات من المدعين العامين إلى الدولة التي لديها مصدر المعلومة إذا كان لديهم المزيد. قد يكون ذلك معلومات عسكرية يجب نشرها قبل الذهاب إلى المحكمة، لكن دورنا هو زيادة الوعي عن الإرهابيين ومكان العثور على معلومات إذا وددت في الحصول على المزيد.
نانسي: إذن، ما الذي تود أن تراه بالنسبة لتبادل المعلومات بين الجيش والشرطة والذي يحدث بين البلدان، أو ضمن البلد الواحد؟ هل هناك نهج أفضل بإمكاننا جميعاً أن نتبعه سويةً؟
باتريك: نعم حتماً. يشكّل النموذج الذي نتبعه في التحالف ضد داعش الممارسة الأفضل حتماً. وهو نموذج يمكن تقليده في كل أنحاء العالم التي يكافح فيها الجيش الإرهاب أيضاً. أعتقد أن المجموعة الخماسية لمنطقة الساحل، تشكل مثالاً على ذلك. يوجد في جنوب شرق آسيا، على ما أعتقد، جيش مشارك في القتال ضد الإرهاب، لذلك، في العديد من أنحاء العالم، للجيش دور كبير في مكافحة الإرهاب، والآن، أنا أؤمن شخصياً بأن النموذج الذي وضعناه في التحالف الدولي ينبغي تقليده في جميع أنحاء العالم، وفي الواقع بإمكاني أخبارك بأننا نحاول تقليد هذا النموذج، ونأمل مع حلول العام الجديد حدوث عمليات مشابهة بشكل مستمر.
نانسي: هل بإمكانك وصف هذا النموذج بصورة دقيقة؟ حتى يتسنى لمستمعينا تخيل صورة أكثر وضوحاً عنه.
باتريك: نعم بالضبط. حتى وقت قريب احتفظ الجيش بجميع الاستخبارات العسكرية لنفسه، وقام بجميع عمليات الاستخبارات العسكرية لمحاربة الإرهاب، وهو بالطبع أمر مهم للغاية. لكنه الآن نشر المعلومات في هذه العملية، ليس كل شيء بالطبع، فقط ما هو ضروري لإذكاء الوعي وتنبيه الدول الأعضاء من خلال قنوات الشرطة. لذلك، قام الجيش بنشر المعلومات، وأعطاها للمكلفين بإنفاذ القانون في بلد محدد، وأرسلها ذلك البلد المحدد إلى الانتربول. لدينا بالفعل أكثر من 50،000 إخطاراً وتعميماً. لدينا 400,000 كياناً في أحد ملفاتنا التحليلية. لذلك، يمكننا الوصول إلى هذه البيانات توزيعها على بلدان أخرى. ومن ثم يمكن للبلدان أن تجلبها إلى قواعد بياناتها الوطنية أو إلى شرطة حدودها. إذن، إنه حقاً نموذج يتم فيه رفع السرية عن الاستخبارات العسكرية، ويذهب إلى قنوات الإنتربول، ونثريه بما لدينا بالفعل، ونعمِّم الصورة الكاملة على الدول الأعضاء.
نانسي: دعنا ننتقل إلى مقاتلي داعش الأجانب، حديث الساعة الساخن. أحياناً من الصعب حقاً الحصول على صورة واضحة لأعداد مقاتلي داعش الأجانب، وعائلاتهم وأولادهم اليتامى الذين يتنقلون بالفعل حول العالم. هل بإمكانك أن ترسم لنا صورة مبدئية عمّا يحدث، أو عمّا قد يحدث؟ أين هي النقاط الساخنة الحالية، أو المحتملة؟
باتريك: منذ النجاحات العسكرية في العراق وسوريا، من الممكن أن يتواجد هؤلاء الناس في عدة أماكن. معظمهم الآن في سجون في العراق أو سوريا. من الممكن أن بعضهم قد أُعيد أو يوجد في سجون أخرى على أمل أن يكون في أوروبا أو في جنوب شرق آسيا. وقد يذهب آخرون إلى ساحات معارك أخرى مثل شرق أفريقيا أو جنوب شرق آسيا. على سبيل المثال، جاء أحد المهاجمين في سريلانكا أيضًا من ساحة المعركة العراقية / السورية. لكن بالطبع، من الصعب للغاية، ويكاد يكون من المستحيل، الحصول على عدد محدد. الآن، نعرف من خلال قاعدة بياناتنا حوالي 50000 مقاتل أجنبي إرهابي لدينا تحذيرات بخصوصهم. لكننا على يقين من أن عدد أولئك الذين يتحركون هنا وهناك أكثر من ذلك بكثير. ولكن هنا نحتاج أيضًا إلى التخمين وإلى الاعتماد على مساهمات الدول الأعضاء، وبالنسبة لنا العدد ليس مهمًا للغاية، فنحن نحاول فقط استلام جميع المعلومات الممكنة حول جميع الأفراد لتحذير الدول. إذن، هم مبعثرون بالتأكيد. ونعلم أيضا من أفغانستان أن الإرهابيين هناك جاؤوا من ساحة المعركة في العراق وسوريا، ولهذا السبب نركز على جميع هذه النقاط الساخنة شرق وغرب أفريقيا وأفغانستان وآسيا الوسطى، ولكن أيضا في جنوب شرق آسيا.
نانسي: وكيف أثرت خسارة داعش للأراضي وانتشار منظمات حليفة له على عملك بشكل مباشر؟ هل قدّم هذا تحدياتٍ جديدة للمجتمع الدولي؟
باتريك: لا لأننا نعمل من قبل مع كل هذه النقاط الساخنة الأخرى مثل جنوب شرق آسيا وشرق وغرب إفريقيا، ولكن الأمر أصبح أكثر وضوحًا اليوم. نحن بحاجة إلى محاولة دعمهم بأفضل ما نستطيع، وإحدى نقاط قوة الإنتربول هي في الواقع إدارة الحدود. نحاول جلب قواعد بياناتنا إلى المحققين، ولا سيما إلى شرطة الحدود في جميع أنحاء العالم لأنه إذا سافر هؤلاء المقاتلون الأجانب إلى مناطق ساخنة أخرى، فإن أفضل مكان للقبض عليهم هو حيث يتوافر فيه تحكم جيد على الحدود. لذلك، نحن نركز كثيرا على الحدود وطرق السفر. فعلى سبيل المثال، قمنا بعملية منذ وقت ليس ببعيد في شرق أفريقيا. كما قمنا بعملية لإدارة الحدود في غرب أفريقيا وسنبدأ مشروعاً في المجموعة الخماسية لمنطقة الساحل. إنّ قضايا إدارة الحدود مهمة جدا. بعد الهجمات التي وقعت في سري لانكا، تناقشنا مع السلطات المحلية هناك حيث قاموا أيضًا بجلب قواعد بيانات الإنتربول إلى حدودهم. لذلك، أعتقد أن هذا يُظهر مرة أخرى أنه يُرَسِّخ ما قمنا به بالفعل منذ وقت طويل، أَنّهُ ينبغي استخدام قواعد بيانات الإنتربول الخاصة بنا بأكبر قدر ممكن على الحدود.
نانسي: ما هي توقعاتك للأشهر ال 18 المقبلة تقريباً؟ ما التحديات التي تتصور حدوثها؟
باتريك: بالإضافة إلى ذلك، توجد تحديات ناقشناها سابقاً بأنه يمكن لهؤلاء المقاتلين الإرهابيين الأجانب الذهاب إلى مناطق مختلفة من العالم. أرى تحديًا في أوروبا على وجه التحديد (أوروبا الغربية)، حيث يغادر الآن الكثير من هؤلاء الإرهابيين الذين أدينوا بالإرهاب السجون واحداً تلو الآخر. هذا ليس شيئًا يحدث في المستقبل! في الكثير من البلدان، خرج السجناء الأوائل بالفعل من السجن. لست متأكدًا من أنه قد تمت متابعة هؤلاء الأشخاص بشكل صحيح، أو أن لديهم القدرة الكافية لمتابعة هؤلاء الأشخاص أو أن هناك عملية تنسيق دولية لمتابعة هؤلاء الأشخاص. ونحن، أنا على وجه التحديد، ننصح البلدان بأن يكون لديها آلية تعاون دولية للإنتربول من خلال مشاركة البيانات البيومترية لهؤلاء الأشخاص الموجودة عندهم، وتبادل البيانات البيومترية في قاعدة بياناتنا. إذا سافروا يوما ً ما إلى بلد آخر من جديد، وإذا كانوا يسافرون باسم آخر أو جواز سفر آخر، سوف تتحقق البلدان من هؤلاء الأشخاص استناداً إلى قواعد بيانات الإنتربول. لكننا في الإنتربول، نمتلك أكبر قدر ممكن من البيانات لنوضح لهذه البلدان أن هذا الشخص يسافر ربما تحت اسم مزيف/وثيقة مزورة، لكنه أمضى وقتًا بالسجن في مكان آخر. لا لإلقاء القبض عليه بالطبع لأنه قد أنهى فترة السجن، ولكن كجزء جيد من المعلومات حول الشخص المعني.
نانسي: كيف يمكن للتحالف ككيان واحد أو حتى كشركاء منفردين ضمن التحالف أن يستمر بدعم هذا العمل قدماً ضمن مرحلة داعش وما بعدها؟
باتريك: بالطبع، للتحالف دور كبير في بناء العراق وسوريا الآن وفي تحقيق الاستقرار، هذا مُؤَكد. ولكن، يحتاج تحقيق الاستقرار أيضاً إلى إنفاذ قانون جيد. لذلك، أعتقد أنه بخصوص النقاش لدى التحالف اليوم حول إعادة بناء البلد من جديد، لا يمكننا نسيان بناء العراق وسوريا من وجهة نظر إنفاذ القانون ولدينا في الإنتربول الكثير من الأشياء كي نقدمها لمساعدة العراق وسوريا لبناء آلية إنفاذ القانون لديهما وتيسير حصولهما على أدوات الإنتربول وجمع كافة البيانات المتبقية لاستجلاب نظام الإنتربول. لذلك، يعد هذا بالتأكيد أحد المواضيع الكبرى وكما قلت سابقاً سوف أكرر من جديد، من الجيد أيضاً أن نقلد النموذج الذي طبقناه بنجاح في العراق/سوريا على جميع أنحاء العالم.
نانسي: في عالم يتفشى فيه حالياً الإرهاب العالمي، أصبح جهد مكافحة الإرهاب والإنتربول أكثر أهمية حتى لكل الأمم في جميع أنحاء العالم. باتريك ستيفنز، شكراً جزيلاً لك على وقتك. كان الحديث معك اليوم ممتعاً حقاً!
باتريك: آمل أن يكون ذلك مفيداً وأن تكوني قد حصلت على ما يكفي!
نانسي: جداً! شكراً لك!