الملابس النسائية تُعرض من جديد في شوارع الموصل

أم عمر (47) عاماً، لا تُخفي سعادتها بعودة محال الملابس من جديد وهي تعرض الملابس النسائية في الشوارع دون أن يُعاقب أصحاب المحال أو يُجلدون على أيدي عناصر تنظيم “داعش”، فرؤية الملابس الملون بالنسبة لها، خطوة ستُعيد الحياة لمدينتها.

وإنتشرت أخبار كثيرة في الأيام الأولى التي سيطر فيها تنظيم “داعش” على مدينة الموصل حول وجود عمليات إعدام قام بها عناصر التنظيم لأشخاص عرضوا بضاعات ملابسهم الملونة بشكل علني.

لكن الوضع اختلف كلياً اليوم و بالنسبة لأم عمر فإن رؤية الملابس الملونة في المحلات (وهو الشيء الذي كان ممنوعاً خلال وجود داعش) هو خطوة تجاه إعادة الرونق لهذه المحلات و الشوارع.

أم عمر التي كانت تتجول في سوق الزهور، كانت محرومة من زيارة المحلات لمدة ثلاث سنوات بسبب سيطرة تنظيم “داعش” على مدينة الموصل فإنها لم تخرج من منزلها إلا بعد إنتهاء عمليات التحرير التي خاضتها القوات الأمنية العراقية وقوات التحالف الدولي.

و قالت أم عمر إنها “تعيش الآن مثل عصفورة كانت مسجونة، وأنها تستطيع التجول في أي مكان تُريد من مدينة الموصل لأن الحياة فيها عادت بشكل طبيعي”.

كان تنظيم “داعش” لا يقبل أن يبيع أصحاب المحلات الملابس التي تُظهر شيئاً من جسم المرأة و يجب أن تكون الملابس سميكة بشكل كاف لتغطية كامل الجسم وكان يمنع وجود أي مُلصق فيه صورة إمرأة على الملابس.

الآن، صار أصحاب المحال التي تبيع الملابس النسائية في مدينة الموصل يعيشون أوقاتاً مريحةً جداً، فهم يتمكنون الآن من عرض بضاعتهم بكل حرية ويُقدمون لزبائنهم كل ما يُريدون بيعه.

علي فيصل وهو صاحب محل لبيع الملابس في شارع الزهور بالجانب الأيسر من مدينة الموصل تحدث عن عدم تمكنه من عرض الملابس على الماليكانات أثناء سيطرة تنظيم “داعش.

يتمتع فيصل الآن بالحرية الكاملة في عرض بضاعته أمام الزبائن، فالوضع تغير تماماً عن فترة وجود داعش ولا يُمكن المقارنة بينهما، بحسب قوله فهو الآن “يعيش في ظل دولة يحكمها القانون وليس عصابات إرهابية مثل داعش”.

تعرض سالم و هو صاحب محل ملابس آخر أثناء سيطرة “داعش” على مدينة الموصل للمحاسبة في أكثر من مرة، بسبب العلامات التي كانت توضع على الفستان من قبل الشركة

فالتنظيم كان يُراقب هذه العلامات، خاصة تلك التي فيها رجل أو إمرأة  فإذا كانت فيها صورة ولد او فتاة يجبرنا على إزالتها، لذا الوضع الآن مُريح جداً ويجعل الإنسان حراً وليس عبداً مثلما كان يُريدنا تنظيم داعش”.

مثل أم عُمر، عادت السعادة لأماني خلف (28) عاماً بعد تحرير المدينة من “داعش” وتمكنها من شراء الملابس الملونة بعد ثلاث سنوات من إضطرارها لإرتداء النقاب والزي الأسود.

تقول خلف “صرتُ سعيدة الآن، فإنتشار الملابس الملونة، تعني لي عودة الحياة. شُكراً لكُل من ساهم بتحريرنا من داعش”.

 

وفاء أكرم

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك, يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد