الانشقاقات والتجنيد الإجباري في سوريا – الحياة تحت داعش

داعش عالقة بين العائلات الفارة وأزمة السكن في محافظة الرقة. أقامت داعش بشكل متناقض حواجز تفتيش لمنع أهالي مدينة الرقة من مغادرة مناطق داعش وكذلك لمنع النازحين من دخول مدينة الرقة. في السابع من آذار\ مارس، اعتقلت داعش عائلة من تسعة أفراد تحاول الفرار من مدينة الرقة وزجت بهم في السجن، من ضمنهم طفل عمره 13 سنة. كما أقامت داعش في قرية مطب البوراشد (غرب مدينة الرقة) حواجز تفتيش بعد سماع إشاعة بأن عدداً من العائلات تنوي مغادرة المدينة، فيما يبدو باتجاه محافظة دير الزور. وبما أن داعش لم تتمكن من التأكد من ذلك، قامت ببساطة بمنع العائلات من مغادرة القرية. كما أنه في يوم 11 آذار\ مارس، أجبرت داعش على إقامة الحواجز على طول الحافة الجنوبية لمدينة الرقة لمنع مزيد من النازحين من دخول المدينة نظراً لأزمة السكن التي يعاني منها التنظيم. بما أن داعش تنازع مع هذه الأزمة منذ زمن، يبدو أنها وصلت إلى حد حرج، بحيث أودت إلى سياسات متناقضة وشلل محتمل في إدارة التنظيم، بحيث يضطر الأخير إلى تركيز معظم قوته العاملة لضبط النظام.

انشقاق مقاتلين أجانب في البوكمال. في 8 آذار\ مارس، قام عدد من المقاتلين الأجانب، أغلبهم من أصول سعودية وعراقية بالهرب من مدينة البوكمال (130 كم جنوب شرق مدينة دير الزور) دون أخذ إذن من قياداتهم في التنظيم. رداً على ذلك، قام التنظيم بالإغارة على عدد من المساكن، ربما كتكتيك لبث الرعب في الناس حتى تؤكد سيطرتها على كل من السكان والمقاتلين على حد سواء، أو للتخلص من أي متعاونين في المسألة. على الأرجح أن وتيرة الانشقاقات والفرار من صفوف التنظيم ستزداد مع خسارته لمزيد من المناطق ولقدرته القتالية.

أئمة داعش يطلبون المقاتلين، ويهددون بالتجنيد الإجباري في محافظة دير الزور. في 10 آذار\ مارس، طاف أئمة داعش عدداً من ضواحي مدينة دير الزور، سائلين السكان لتقديم أبنائهم للدخول في التدريب القتالي. بالمقابل، سيقوم التنظيم بدفع مرتب شهري للمقاتلين (الصغار بالعمر على الأغلب)، إضافةً إلى إطعامهم وعوائلهم. تفيد التقارير بأن معظم السكان نظروا إلى هذا الأمر على أنه هجوم على أطفالهم، خاصة أن هؤلاء “الأئمة” حذروا بأنه سيتم تجنيد الأولاد إجباراً إن اقتضت الحاجة، ودون تقديم أي من الفوائد المذكورة أعلاه. هذا الانعطاف نحو المقاتلين غير النظاميين الذين قد يكونوا قاصرين عمراً ومجندين إجباراً يشير إلى نقص في الأعداد والأنفس لدى داعش. كما أن التنظيم لو نفذ تهديده ووعيده هذا، فسيعني نشراً لمزيد من المقاتلين الأطفال، وكذلك إلى ازدياد الاستياء من الأهالي.

 

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك, يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد